Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
حمل بارباروسا - وقد سلبه الجمال لبه - الفتاة إلى سفينته، ثم أدخلها قمرته المؤثثة بفاخر الرياش الشرقي. كانت مجموعة من أنواع مختلفة من الأسلحة المهيبة تزين الحوائط المغطاة بالحرير، بينما فرشت الأرض بسجادة فارسية سميكة رائعة الصنع. كشف بارباروسا عن الأدراج والصناديق الموضوعة على امتداد الحائط - وقد امتلأت على آخرها بالنفائس والمجوهرات - حتى يتمكن بصورة نهائية من إبهار الفتاة التي كانت مندهشة لما تراه. على أن كل الثروة التي ألقاها القرصان عند أقدامها لم تأخذ بمجامعها، وإذا بالأسيرة تنفجر بالبكاء الحار، وتعلن له أن أثمن كنز للإنسان هو حريته. إذا أصبحت زوجا لي فإنني أهب لوالديك الحرية، هكذا تكلم القرصان خير الدين، ثم اقترح وقلبه يرتعد خوفا من الرفض، مواصلا إغراء الفتاة: لسوف تكونين أغنى امرأة في العالم، مم تخافين؟ إنني أقوى رجل في العالم بعد سليمان الأكبر، وأتمنى لو أصبح لك خادما وعبدا.
استسلمت الفتاة في نهاية الأمر، وتمت الصفقة، سمح القراصنة لوالدي العروس بالعودة إلى وطنهم، ومعهم علية القوم في ريدجو الذين أعيدت إليهم أيضا ثرواتهم المنهوبة. لقد انبعثت في بارباروسا - الذي كان يخطو نحو الشيخوخة - روح جديدة كما لو روح شاب، ولم يعد أصدقاؤه وأتباعه يرون فيه زعيمهم الشرس الذي لا يرحم. - والآن إلى مرسيليا. هكذا تحدث القرصان إلى عروسه وقد تملكه القلق والاضطراب، ثم أضاف قائلا: لنر على أي نحو سيكون استقبال الفرنسيين لي. أنا على يقين أنك سوف تفتخرين بزوجك.
وبالفعل كان النجاح حليفه، وها هو ذا ابن صانع الفخار الفقير من جزيرة ميتلين ينال أعلى مراتب التكريم، وها هي فرنسا تستقبل ظالم الأمس كما لو كان بطلا قوميا. إبان هذه المراسم المخزية، كان لواء القراصنة الكريه يرفرف على الصاري، تتوسطه علامة الهلال في مكان علم الأسطول البحري الفرنسي.
قام بارباروسا - ردا على الحفاوة التي استقبل بها في مرسيليا - بالهجوم على نيس، حيث كان المدعو باولو سيميوني أحد فرسان جزيرة مالطة
15
يبدي هو وحاميته مقاومة عنيفة ضده في انتظار وصول الدعم، لقد كان من الواضح أن كل هجمات بارباروسا على قلعة نيس قد باءت بالفشل، مما اضطره في نهاية الأمر إلى الانسحاب.
اعتزل بارباروسا في قصره باحثا في هدوء عن السكينة في أحضان زوجه الشابة، عندئذ قام أتباعه - معتمدين على أنفسهم - بممارسة النهب في مدن وقرى جنوب فرنسا، منتهزين فرصة خمول زعيمهم. أصبح الفرنسيون يضيقون ذرعا بمثل هذا النوع من الحلفاء، وكان أكثر ما يثير حفيظتهم هو رفض تحرير أسراهم. - هؤلاء رعايا فرنسيون وملكنا حليف للسلطان!
بهذا حاول الفرنسيون شرح الأمر لبارباروسا، غير أن مفاهيم الدبلوماسية الفرنسية كانت غريبة تماما على فكر بارباروسا، الذي كانت تزعجه - علاوة على ذلك - أصوات القرع الجنائزي للأجراس. وقد كانت الأجراس في الواقع تقرع بشكل متصل تقريبا، فأعداد الموتى من الأسرى الذين كانوا يعيشون في ظروف بائسة كان في تزايد مستمر.
كان البخل الشديد واحدا من الصفات المميزة لبارباروسا. لم يكفه أن رجاله قد نهبوا جنوب فرنسا، وإنما طالب - فور وصوله إلى هناك - ملك فرنسا أن يتحمل عنه نفقات أسطوله. بلغت مفاوضات بارباروسا مع ممثل الملك فرانسوا الأول حدا من الغرابة، لا يختلف عن غرابة التحالف السابق ذكره بين القراصنة والسلطان والملك الفرنسي: يجب أن نسوي حساباتنا قبل عودتي إلى القسطنطينية، فأنتم مدينون لي بمبلغ كبير. - هذا مستحيل! لقد دفعنا ضعف المبلغ المطلوب منا. - إنني لم أطلب منكم حتى الآن سوى تغطية نفقات وصولنا إلى فرنسا، ويبقى عليكم بعد ذلك دفع نفقات عودتنا. - إننا لا نسمح بالاستغلال السيئ لكرمنا. لقد دفع الملك لكم أكثر بكثير مما لكم. - وأنا مطالب بالدفاع عن مصالح السلطان حليفكم هنا؛ فإذا لم تعوضوني عن الخسائر التي يمكن أن يتعرض لها أسطولي في طريق عودته إلى البوسفور؛ فإنني سأظل هنا ما لم أتسلم الأموال المستحقة لي، وأريد أن أقدم خالص أسفي على الإزعاج الذي سببه بحارتي لموانيكم.
صاح المفوض الفرنسي باستياء: أنت تسمي ما فعلوه إزعاجا؟! لقد تصرف رجالك كالوحوش! إن ما فعلوه هو كارثة حقيقية لموانينا، على أن ملكنا - واضعا في اعتباره روابط التحالف القائمة بيننا - لم يقدم شكوى رسمية بهذا الصدد، وإنما يتمنى أن يغادر أسطولكم البلاد، ولا يعود إليها مطلقا. - إنني أقدر قلقه تماما، وأنا نفسي أشعر بالقلق من جراء سلوك رجالي، ولهذا أميل لترككم حالما يصبح هذا الأمر ممكنا. - إن عليك أن ترحل فورا من هنا! - سأرحل عندما أتسلم مستحقاتي.
Bog aan la aqoon