Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
لقد تكفل القراصنة البربر الذين حلوا بجزيرة جربة بتحويلها إلى قلعة حصينة، ومن ثم إلى قاعدة انطلاق لحملات النهب التي ما فتئوا
3
يمارسونها، وقد استطاعوا خلال فترة نشاطهم التي امتدت إلى ثلاثمائة عام أن يؤدوا - أكثر من مرة - دورا سياسيا بارزا مستغلين - بمهارة شديدة - العلاقات السياسية التي كانت قائمة آنذاك في حوض البحر الأبيض المتوسط.
في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، تحول البحر الأبيض المتوسط إلى حلبة للصراع المستعر بين دول أوروبا المسيحية وتركيا المسلمة. وقد تسنى
4
للقراصنة البربر المشاركة في هذا الصراع بدور لا يمكن إغفاله وخاصة هناك، حيث كان الصراع تدور رحاه على صفحة البحر؛ إذ قام القراصنة البربر القادمون من جزيرة جربة، يحدوهم الإحساس بارتباطهم الديني والاقتصادي بالأتراك، بالوقوف ضد أعدائهم مغيرين على السواحل الجنوبية لكل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، حيث كانوا يعملون النهب في الموانئ المحلية الغنية، ويأسرون الآلاف من السكان. كان الأغنياء منهم يدفعون فدية ضخمة، بينما كان الفقراء يبقون ليرزحوا في أغلال العبودية. على هذا النحو تعاظمت القدرة الاقتصادية والسياسية للقراصنة البربر، وما هي إلا سنوات معدودة، حتى استولوا تقريبا على الساحل الشمالي المطل على البحر الأبيض المتوسط.
تزامنت الفترة التي بلغت فيها أعمال القرصنة التي مارسها البربر ذروتها مع نمو القدرة البحرية لتركيا في القرن السادس عشر، آنذاك كان أسطول الأخوين بارباروسا القوي المهيأ للقتال حليفا نفيسا للأتراك.
قام الإسبانيون - لما أصابهم الذعر من جراء النهب البحري الذي استشرى في البحر الأبيض المتوسط - بتنظيم حملة مسلحة شقت طريقها نحو شمال أفريقيا، واستهدفت القضاء على أوكار القرصنة فيه، على أن التوفيق لم يحالفها في تدمير جربة، فيممت إلى الجزائر. دفع هذا التهديد من جانب الأسطول الإسباني السلطة في الجزائر، لطلب العون من الأخوين بارباروسا، اللذين اشتهرا في ذلك الوقت باسم البحارة الذين لا يقهرون، نزول أولهما وهو عروج (1447-1516م) إلى المدينة تلبية للدعوة، ثم احتلها ونصب من نفسه سلطانا عليها باسم بارباروسا الأول.
هكذا تم ظهور أول دولة للقرصنة في شمال أفريقيا، وبعد وفاة بارباروسا الأول - الذي لقي حتفه في عام 1518م في معركة ضد الإسبان - نصب أخوه خير الدين (1465-1546م) نفسه سلطانا باسم بارباروسا الثاني، وسعى على الفور لتأمين دولته بأن طلب المساعدة من الأتراك، بعد أن اعترف رسميا بسيادة سلطانها، ووضع بذلك اللبنة الأولى لتبعية دولة القراصنة للأتراك، وها هو السلطان التركي يخلع على خير الدين لقب باي.
بنجاح خير الدين في عام 1534م في الاستيلاء على تونس التي كانت تابعة لإسبانيا حتى ذلك الحين، ازدادت مكانة تركيا قوة في شمال أفريقيا، نتيجة لذلك أصبح أهم ميناءين هناك يقعان مباشرة على البحر الأبيض المتوسط، وهما الجزائر وتونس في قبضة الأتراك، وتبعا لذلك أخذ أسطولا القراصنة والأتراك يهددان - على نحو غير مباشر - ممتلكات الإمبراطور كارل الخامس
Bog aan la aqoon