Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
في ليلة الرابع والعشرين من يناير استمع من في السفينة - من خلال الراديو - إلى أول ردود فعل للصحافة العالمية - واستنادا إلى شهادة أفراد من الطاقم الذين تم إنزالهم إلى الشاطئ، أذاعت وكالة الأنباء الأمريكية «يونايتد برس» قصة ملفقة عن الأحداث جاء فيها: «نشب تمرد على عابرة المحيط البرتغالية «سانتا-ماريا»، وهي في طريقها من كيوراساو إلى ميامي، استولى سبعون فردا من الطاقم يملكون الرشاشات والقنابل اليدوية على السفينة.» ومن واشنطن ورد نبأ آخر يقول: «خرجت السفن الأمريكية والبريطانية الحربية للبحث عن السفينة البرتغالية التي وقعت في أيدي الركاب المتمردين.»
وحتى يقطع سبل
14
هذه الوشايات الملفقة في حق الثوار البرتغاليين، والتي عمدت إلى وضعهم أمام الرأي العام العالمي في صورة القراصنة، أرسل القبطان جالفاو بالنبأ التالي عبر الأثير: «بتكليف من اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الوطنية، التي يرأسها الجنرال أومبرتو ديلجاو الذي اختاره رئيس جمهورية البرتغال، والذي جردته حكومة سالازار من حقوقه عن طريق الخداع، قمت في الثاني والعشرين من يناير بالاستيلاء على السفينة «سانتا-ماريا». إنه عمل سياسي محض، وقد قبله طاقم السفينة على هذا النحو.»
لم تثمر المطاردة في ساعاتها الأولى عن أية نتائج، كانت «سانتا-ماريا» التي يقودها البحار المحنك سوتوماير تغير وجهتها من حين لآخر، فتارة تسير باتجاه شواطئ غوينيا، وتارة باتجاه جزر الرأس الأخضر.
كان جالفاو قد استنتج من الأخبار التي يتلقاها بالراديو أن الرأي العام متعاطف مع الثوار، وفي نفس الوقت كانت الدعاية التي تبثها أجهزة سالازار تصور الثوار على أنهم قتلة يعملون لصالح الشيوعية السوفييتية، وأنهم يعاملون المسافرين والطاقم معاملة لا إنسانية. كتب جالفاو في مذكراته: «إنهم يصفوننا بالقراصنة، بيد أن هؤلاء القراصنة الغريبي الأطوار، لم يأخذوا من أحد سنتا واحدا، ولم يمسوا الثروات الضخمة التي وجدوها في خزائن «سانتا-ماريا»، والتي كان بإمكانهم اعتبارها غنائم حرب.»
لقي اشتراك السفن الحربية البريطانية في مطاردة «سانتا-ماريا» احتجاجا لدى مجلس العموم، وفي النهاية توقفت السفن البريطانية عن المطاردة بحجة نقص الوقود.
لم يكن من الممكن بالطبع أن ينجح الثوار في التنبؤ بكل المصاعب التي يمكن أن تظهر في طريقهم، فعلى الرغم من أن «سانتا-ماريا» اتخذت لنفسها مسارا، يندر أن تستخدمه السفن، فقد التقت في طريقها بسفينة نقل دنماركية، استطاعت أن تحدد موقعها، في حوالي السادسة من مساء الخامس والعشرين من يناير، حلقت فوق السفينة طائرة تحمل العلامات الأمريكية، وإبان تحليق الطائرة فوق «سانتا-ماريا» تم الاتصال بينهما بالتليفون اللاسلكي، حيث كان الاتصال البرقي معطلا:
الطيار :
إلى أين تتجه «سانتا-ماريا»؟
Bog aan la aqoon