Taariikhda Burcad-badeedda Adduunka
تاريخ القرصنة في العالم
Noocyada
نفس الأمر كان قد وقع قبل ذلك للسفينة البرتغالية «سانتا-ماريا»، على أن الجانب السياسي والقانوني بصدده اتسم بقدر أكبر من التعقيد. في شهر أبريل عام 1961م قامت مجموعة من الثوار البرتغاليين المناهضين لنظام سالازار الفاشي بالاستيلاء على سفينة الركاب «سانتا-ماريا» في عرض البحر. وقد أبقى الثوار علم البرتغال مرفوعا عليها، ولكنهم غيروا وجهتها بعد أن عقدوا عزمهم على الوصول بها إلى إحدى المستعمرات البرتغالية في أفريقيا، حيث يقومون بإثارة انتفاضة ضد الحكومة. على أن المطاردة التي تم تنظيمها لسفينة الركاب أرغمتها على الاحتماء بالمياه الإقليمية للبرازيل، فما كان من الحكومة البرازيلية إلا أن منحت الثوار البرتغاليين حق اللجوء السياسي، ثم ما لبثت أن أعادت السفينة إلى البرتغال. على هذا النحو وضد رغبة حكومة سالازار، رفضت البرازيل اعتبار الثوار قراصنة.
فيما يلي نورد بعض تفاصيل هذا الحادث الذي يعد أبرز حادث لاختطاف سفينة في القرن العشرين:
في شهر مايو من عام 1959م أطلق سراح القبطان إنريسكي جالفاو من سجون سالازار، وعلى الفور انضم القبطان إلى حركة تحرير وطنه من النير الفاشي. على أن الوطني المفعم بالحماس لم يستطع أن يقوم بنشاط فعال في نضاله ضد الرجعية في البرتغال، فغادرها متجها إلى فنزويلا، وهناك في كاراكاس استطاع بمساعدة اثنين من الثوار، يتمتعان بالنفوذ لدى السلطات المحلية من تنظيم عدد هذه الأعمال الثورية.
ظهرت فكرة «عملية دولتسينية » في رأس القبطان جالفاو عندما قرأ في إحدى الصحف إعلانا عن الرحلة الدورية لسفينة الركاب البرتغالية «سنتا-ماريا» إلى ميناء لاجوايرا الفنزويلي القريب من كاراكاس، على أن الطريق من الفكرة وحتى تنفيذها كان طويلا وشاقا.
كان من الضروري، وقبل كل شيء، جمع المال وإعداد الرجال الذين سيقومون بالاستيلاء على السفينة، ثم الحصول على أهم المعلومات الممكنة عنها. قامت شركة الملاحة البحرية صاحبة الشركة بإسداء العون إلى الثوار بمحض اختيارها (على نحو روتيني بالطبع)؛ وذلك بإصدار تصاريح زيارة للضيوف الراغبين في مشاهدة السفينة إبان رسوها في الميناء، وكذلك عن طريق برامج الدعاية المطبوعة المختومة على رسوم تفصيلية ومعلومات فنية عن السفينة، لكن المال ظل هو حجر العثرة في خطبة القبطان، وبعد عدد من المحاولات الفاشلة، تم اختصار كشف التقديرات المبدئي من ثلاثين ألفا إلى ستة آلاف دولار.
تم تقسيم «عملية دولتسينية» إلى عدة مراحل:
أولا:
الاستيلاء على السفينة، ثم تحويل مسارها والوصول بها - دون علم السلطات البرتغالية - إلى شواطئ غرب أفريقيا. كان في نية الثوار أن يرسلوا برقية إلى التوكيل القائم بأعمال السفينة، يخبرونه فيها بتغيير وجهة السفينة لضرورة إجراء إصلاحات بالآلات، كل ذلك يهدف تخدير سلطات حكومة سالازار اليقظة وتعطيل مطاردتها للثوار.
ثانيا:
خطط الثوار للهجوم على فرناندو-بو بالاشتراك مع طاقم السفينة الذي كان جالفاو يعقد على مساعدته له آمالا كبارا، ثم يقوم بعد ذلك بالاستيلاء على أية سفينة مسلحة؛ لكي يتمكن هو ورجاله في النهاية وبمساعدة الأهالي من احتلال عاصمة أنجولا. آنذاك كان من المفترض أن يتم تحرير جزء من هذا البلد الواقع تحت الحكم البرتغالي، كان جالفاو قد قرر أن يشكل هنا حكومة ثورية، ويبدأ حربه ضد الديكتاتور سالازار.
Bog aan la aqoon