63

Taariikhda Nuur Safir

النور السافر عن أخبار القرن العاشر

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٥

Goobta Daabacaadda

بيروت

الجرذ العادي يجر كل صَخْرَة صبخاء بأنياب حداد وأظفار شَدَّاد فَانْطَلق عمرَان فِي نفر من قومه حَتَّى أشرفوا على السد فَإِذا هم بجرذ أَحْمَر يقْلع الْحجر الَّذِي لَا يستقله رجال ويدفعه بمخاليب رجلَيْهِ إِلَى مَا يَلِي الْبَحْر ليفتح السد فَلَمَّا رأى عمرَان ذَلِك علم صدق قَول الكاهنة وَقَالَ لأَهله اكتموا هَذَا القَوْل من بني عمكم حمير لَعَلَّنَا نبيع حدائقنا مِنْهُم ونرحل عَن هَذِه الأَرْض ثمَّ قَالَ لِابْنِ أَخِيه حَارِثَة إِذا كَانَ الْغَد وَاجْتمعَ النَّاس أَقُول لَك قولا خالفني وَإِذا شتمتك ردهَا عَليّ وَإِذا ضربتك فاضربني مثله فَقَالَ يَا عَم كَيفَ ذَلِك فَقَالَ عمرَان لَا تخَالف فَإِن مصلحتنا فِي هَذَا فَلَمَّا كَانَ الْغَد وَاجْتمعَ عِنْد عمرَان أَشْرَاف قومه وَعُظَمَاء حمير ووجوه رَعيته أَمر حَارِثَة أمرا فَعَصَاهُ فَضَربهُ بمخصرة كَانَت بِيَدِهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ حَارِثَة فَلَطَمَهُ فاظهر عمرَان الْغَضَب وَأمر بقتل ابْن أَخِيه فَوَقع فِي حَقه الشفاعات فَلَمَّا أمسك عَن قَتله حلف أَن لَا يُقيم فِي أَرض امتهن بهَا وَقَالَ وُجُوه قومه وَلَا نُقِيم بعْدك يَوْمًا فعرضوا ضياعهم على البيع فاشتراها بَنو حمير بأغلى الْأَثْمَان فارتحل عَن أَرض الْيمن فجَاء السَّيْل بعد رحيلهم بِمدَّة يسيرَة فخربت الْبِلَاد كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿فأعرضوا فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط واثل وَشَيْء من سدر قَلِيل﴾ فَتَفَرَّقُوا فِي الْبِلَاد وَيضْرب بهم الْمثل يُقَال ﴿تفَرقُوا ايادي سبا﴾ وَكَانُوا عشرَة ابطن سِتَّة تيامنوا وهم كِنْدَة والأشعريون والأزد ومدحج وأنمار وحمير وَأَرْبَعَة تشاموا وهم عامرة وجذام ولخم وغسان وَكَانَت هَذِه الْوَاقِعَة بَين مبعث عِيسَى وَنَبِينَا ﷺ انْتهى وَذكر صَاحب كتاب المستبصر فِي الْكَلَام على سد مأرب إِن أهل شَدَّاد وَعَاد سدت بَين منفذ جبلين بِالْحجرِ والرصاص وصعدوا فِي ارتفاعه إِلَى أَن حَاذَى الْحَائِط ذرْوَة الجبلين فَصَارَت السُّيُول تقلب فِيهِ المَاء ليستجمع إِلَى أَن رَجَعَ مسدودًا وَكَانُوا يسقون مِنْهُ أراضيهم وأنعامهم

1 / 67