195

Taariikhda Nuur Safir

النور السافر عن أخبار القرن العاشر

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٥

Goobta Daabacaadda

بيروت

وَالله مَا وقر الْمُخْتَار من مُضر ... من أدعى أَنه للشيب قد خضبا ... لم يبلغ الخضب فِيمَا قَالَه أنس ... وَهُوَ الْخَبِير بِهِ من دون من صحبا ... إِذْ كَانَ خادمه دهرا ملازمه ... لَيْلًا وصبحا مُقيما عِنْده حقبا ... قَالُوا احمر مِنْهُ الشّعْر قَالَ نعم ... من كَثْرَة الطّيب تِلْكَ الْحمرَة اكتسبا ... مَا شَاب شيبًا إِلَى فَفعل الخضاب دعى ... بل كَانَ يدْخل تَحت الْحصْر لوحسبا ... إِذْ تدهن وارى الدّهن ذَاك فَلم ... ير لَهُ اثرًا من رام أَو طلبا ... وَمن يقل قد أرتني أم سَلمَة مخضوبا ... من الشّعْر أَي من طيبه أنخضبا ... إِذْ لم يُقَال أَنَّهَا لَهُ خضب النَّبِي ... هَذَا مقَال الْحق قد وجبا ... وَمن روى صبغة بالصفرة اعتبروا ... مَا قَالَ فِي ثَوْبه أَو فعله أدبا ... لَا فِي الشُّعُور وَقس مَا قيل فِيهِ على ... مَا قيل أَن رَسُول الله قد كتبا ...
وَكَانَ ثِقَة صَالحا حَافِظًا للْأَخْبَار والْآثَار متوضعا انْتَهَت اليه رئاسة الرحلة فِي علم الحَدِيث وقصده الطّلبَة من نواحي الأَرْض
وَمن مصنفاته تيسير الْوُصُول إِلَى جَامع الْأُصُول مجلدين مِصْبَاح الْمشكاة وَشرح دُعَاء ابْن أبي حربه وَكتاب غَايَة الْمَطْلُوب وَأعظم الْمِنَّة فِيمَا يغْفر الله بِهِ الذُّنُوب وتوجب بِهِ الْجنَّة وَله كتاب بغية المستفيد فِي أَخْبَار مَدِينَة زبيد وَكتاب قُرَّة الْعُيُون فِي أَخْبَار الْيمن الميمون وَله مولد شرِيف نبوي وَله كتاب الْمِعْرَاج إِلَى غير ذَلِك من المؤلفات وَلم يزل على الإفادة وملازمة بَيته ومسجده لتدريس الحَدِيث وَالْعِبَادَة واشتغاله بخصوصيته عَمَّا لَا يعنيه إِلَى أَن توفّي رجمه الله وَاجْتمعَ بِهِ سَيِّدي الْوَالِد بزبيد سنة اثْنَتَيْنِ وأبعين وَتِسْعمِائَة وَأخذ عَنهُ ﵏ الْجَمِيع آمين
سنة خمس وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة (٩٤٥) هـ
وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة آخر يَوْم من شهر صفر الْخَيْر سنة خمس وَأَرْبَعين توفيت أم السيدة الشَّرِيفَة الصَّالِحَة فضل الله بنت السَّيِّد الشريف الصَّالح المجود لِلْقُرْآنِ الْعَظِيم مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن عمر أَبَا علوي وَذَلِكَ بعد وَفَاة زَوجهَا السَّيِّد عبد الله بِنَحْوِ سِتَّة أشهر وَنصف وَهِي أم سَائِر أَوْلَاده خلا رقية رَحمهَا الله تَعَالَى

1 / 199