144

Taariikhda Nuur Safir

النور السافر عن أخبار القرن العاشر

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٥

Goobta Daabacaadda

بيروت

.. مَا قَدرنَا مَا نَحن حَتَّى إننا ... طبنا بكم لولاكم طبتم بِنَا
لولاكم مَا شاقني بَان اللوى ... كلا وَلَا وَادي النقا والمنحنى ...
وَقد خمس هَذِه القصيدة سيدنَا ومولانا وَشَيخنَا وأستاذنا الْعَارِف بغوامض الْحَقَائِق الْجَامِع للطائف أسرار الدقائق المعرب عَن مغيبات الْأَسْرَار الْمغرب بلدنيات الْأَخْبَار مظهر الصِّفَات الازلية مهبط الرحمات الأبدية شَيخنَا السَّيِّد حَاتِم بن أَحْمد الأهدل أعَاد الله علينا من بركاته آمين تخميسًا بديعًا بِحَيْثُ يظنّ انها لوَاحِد
وَكَانَ السَّيِّد حَاتِم الْمَذْكُور من آيَات الله الْكُبْرَى وأعجوبة الزَّمَان الَّذِي بهر الورى لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي أَحْوَاله وأقواله ومقاماته وَكَانَت لَهُ يَد فِي جَمِيع الْعُلُوم لَكِن غلب عَلَيْهِ علم التصوف فَكَانَ ابْن عَرَبِيّ زَمَانه ويومي أَوَانه لم ير نَفسه وَلَا رأى الراؤون مثله فِي كَمَاله وبراعته جمع بَين علمي الشَّرِيعَة والحقيقة وَشرح احسن الشَّرْح أصُول الطَّرِيقَة وَكَانَت لَهُ أَحْوَال فاخرة وكرامات باهرة ظَهرت بَرَكَات أنفاسه على خلق كثير من العصاة فتابوا وأنابوا إِلَى الله تَعَالَى وَوصل بِهِ خلق عَظِيم إِلَى الله ﷿ وَصَارَ لَهُ أَصْحَاب وَاتِّبَاع كَالنُّجُومِ
وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ قطب زَمَانه وَسيد وقته وسر الله بَين خلقه والتطويل بِذكر كراماته تَطْوِيل فِي مَشْهُور وإسهاب فِي مَعْرُوف وَكنت أحب لقاءه وأحدث نَفسِي بِهِ وَأَنا شغف بحبه كلف بِقُرْبِهِ فعاق دون لِقَائِه بعد الشقة وضعفي عَن تحمل الْمَشَقَّة وتأسفت بعد مَوته جدا حَيْثُ لم أكن ذهبت إِلَيْهِ وفزت من علومه ومعارفه فِيمَا بَقِي من عمره بِمَا يخرج فَضله عَن الْحَد والحصر وَمَا علمت أَنِّي أَصبَحت فِي عمري بِمثل مصابي بِهِ وَلَكِن الله ﷾ غَالب ومطلوبه لَا يخرج عَنهُ من الطالبين طَالب وَكَانَ قد وصلتني مِنْهُ قبل وَفَاته بِنَحْوِ تسع سِنِين مُكَاتبَة جَوَاب كتابي إِلَيْهِ فَلَمَّا حصل الْيَأْس من الِاجْتِمَاع بِهِ أنشدت فِي ذَلِك هَذِه الأبيات ... أفدي زَمَانا نعمت بِهِ ... ثغر الزَّمَان كَانَ فِيهِ بأسم
عصرالشباب لَهُ رونق ... سِيمَا ان يكن الْخلّ فِيهِ رَاحِم ...

1 / 148