Taariikhda Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Noocyada
إن الفلاسفة العصريين سعوا كثيرا ليحققوا لفرنسا أن الدين الكاثوليكي إنما هو عدو لكل قاعدة ديموقراطية وكل حكومة جمهورية، ومن هنا نجمت تلك الاضطهادات التي عالجتها الجمهورية الفرنسية ضد الدين ورؤسائه، أنا أيضا فيلسوف، وأعرف أن لا رجل في العالم يتاح له أن يكون فضيلا وحكيما إذا جهل من أين جاء وإلى أين يذهب. إن العقل البسيط لا يستطيع أن يوفر لنا نورا كافيا لمعرفة ذلك، ولولا الدين لمشى الإنسان طوال حياته في الظلمات، ثم إن الدين الكاثوليكي هو الدين الوحيد الذي يهب الرجل أنوارا لا تضل تهديه إلى الصراط القويم» ... كان بونابرت يقول: «إني لا أرى في الدين سر التجسد بل أرى فيه سر النظام العالمي، إنه ينيط بالسماء فكرة مساواة تحفظ الغني من تعديات الفقير ... وإننا عرفنا جمهوريات وديموقراطيات، ولم نعرف أمة من غير دين وعبادة وكهنة.»
بعد أن مر بضعة أيام على فتح بونابرت إيطاليا للمرة الثانية أسرع بالعودة إلى فرنسا، في السادس والعشرين من حزيران أشار بنقل جثة دوزه إلى جبل سن برنار، وأمر برفع تمثال في ذلك المكان لذكرى هذا البطل الفتى. في الثلاثين منه وصل إلى ليون حيث أراد أن يقوم بعمل مصلح يكافئ به هذه المدينة الصناعية على ثباتها في التعلق به ومحبتها إياه، فأمر بترميم جهات بيللكور الأمامية ووضع هو نفسه الحجر الأول لها.
في الثالث من شهر تموز، أي قبل سفره من باريس بشهرين، دخل منتصرا إلى هذه العاصمة بين هتاف شعب غفير. وأول عمل شرع به هو مكافأة شجاعة رفاقه الحربيين. وكان قد منح لاتور دوفرني الباسل لقب «جندي الجمهورية الأول» على أقدام جبل سن برنار، فرفض هذا كل تقدم. وعند عودته، بعد حملة سريعة كللت بنصر باهر، أراد أن يقوم بمنح رتب عديدة وتوزيع شهادات شرف.
بينما كان القنصل الأول يستعيد ببعض أيام أجمل قسمة من إيطاليا، كان برون وبرنادوت قد سكنا بريطانيا، وقرر عيد عظيم بمناسبة اتحاد الفرنسيين جميعهم، أما هذا العيد فقد عين في الرابع عشر من تموز، ولكيلا يفوت هذا المهرجان شيء من مجالي الأبهة والعظمة عين في النهار نفسه وضع الحجارة الأولى من الأعمدة الإقليمية والعمود الوطني؛ الأولى ترفع في كل قصبة من الأقاليم، والآخر في باريس، ساحة فاندوم، وجميعها لمجد البسلاء الذين ماتوا في سبيل الوطن والحرية. والشان ده مرس
5
الذي استقبل جميع نواب حرس فرنسا الوطنيين، يوم احتفل للمرة الأولى بعيد تموز، في ذلك اليوم المشهود، يوم المعاهدة الذي سعي في جعله يوما دينيا، والذي مثل فيه لافاييت الوطنية المولودة ومثل تالليران الإيمان المحتضر؛ قلنا: إن الشان ده مرس أبصر بعد عشر سنوات مرت بالاضطرابات الأهلية والحروب الخارجية المحامين عن الثورة مجتمعين في باحته الفسيحة، لا ليقسموا - هذه المرة - على الانتصار أو الموت، بل ليروا نواب الجيش يشهدون علنا أن قسم نواب الحرس الوطني قد تمم بمجد عظيم وأن فرنسا الحديثة قد قهرت أوروبا المسنة، وعندما قدمت فرقة من الضباط أرسلها جيشا الرين وإيطاليا فنشرت أمام القناصل الأعلام التي غنمتها من الأعداء لترفعها إلى الحكومة كتحية للوطن نهض بونابرت ووجه إليها هذه الكلمات النبيلة: «إن الأعلام المرفوعة إلى الحكومة أمام شعب هذه العاصمة الكبرى لتشهد بنبوغ القواد مورو وماسينا وبرتيه، ومناقب القواد العسكرية وملازميهم وشجاعة الجندي الفرنسي.
عندما تعودون إلى المعسكر بلغوا الجنود أن الشعب الفرنسي ينتظر في الأول من فنديميير يوم الاحتفال بعيد الجمهورية، إما عقد الصلح وإما، إذا أقدم العدو على إقامة حواجز دونه، أعلاما جديدة ثمرة انتصارات أخر.»
وختم هذا اليوم المشهود بوليمة أقامها القنصل الأول لأصحاب المراتب العليا في الجمهورية شرب فيها نخب الشعب الفرنسي قائلا: «أشرب نخب 14 تموز والشعب الفرنسي، صاحب السلطة.»
الفصل السابع
بعد مرور شهر اهتم بونابرت بتنظيم شورى الدولة وتعيين أعضائه، وفي الثالث من أيلول عقد معاهدة حبية تجارية بين فرنسا والولايات المتحدة، وفي العشرين منه عين مؤتمرا آخر في لونيفيل مثل فيه الجمهورية بالقائد كلارك، وذلك عند رفض الإمبراطور توقيع شروط الصلح.
Bog aan la aqoon