Taariikhda Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Noocyada
كان استقلال الشعب مهددا منذ خمس سنوات، إلا أن استيلاءكم على طولون كان دلالة على إتلاف أعدائكم. بعد سنة، قاتلتم النمسويين في ديغو، وبعد سنة أخرى، كنتم على قمة الألب، منذ سنتين قاتلتم ضد مانتو، وانتصرنا في موقعة سان جورج المشهورة، وفي العام الماضي كنتم على ينابيع دراف والأيزونزو. من قال يومذاك إنكم ستصحبون اليوم على شواطئ النيل، في وسط الأرض القديمة؟ إن أنظار العالم لشاخصة إليكم، من الإنكليز الذين اشتهروا بالفنون والتجارة إلى البدوان المتوحشين المفترسين.
أيها الجنود
إن مستقبلكم لجميل باهر؛ لأنكم جديرون بما عملتم وبما يقولون عنكم، إنكم لتموتون بشرف كهؤلاء البسلاء الأبطال المدونة أسماؤهم على هذا الهرم،
1
أو تعودون إلى وطنكم حاملين أكاليل الغار ومستقبلين إعجاب الشعوب جميعها.
لقد كنا منذ ابتعادنا عن أوروبا موضوع عناية أبناء بلادنا، وفي هذا اليوم، أربعون مليونا من المواطنين يحتفلون بعصر الحكومة التمثيلية، أربعون مليونا من المواطنين يفكرون فيكم قائلين: إننا مدينون لأعمالهم ولدمهم بالسلام العام، والسكينة، ورقي التجارة، وحسنات الحرية الوطنية.
أما المشايخ، فلكي يجازوا بونابرت على الالتفات الحسن الذي أظهره نحوهم في احتفالاتهم، عقدوا اجتماعا فيما بينهم وقرروا أن ينشدوا ألحان الفرح في الجامع الكبير؛ سائلين الله العظيم أن يبارك مصطفى النصر وينمي جيش بسلاء الغرب.
وأما زعماء المماليك المتحدون مع إنكلترا، وإبراهيم باشا ومراد بك، فقد عمدوا إلى تهييج العصيان الذي ما لبث أن انطلق في عاصمة مصر نفسها، كان بونابرت يوم ذاك في القاهرة القديمة، فلما تناهى إليه ذلك أسرع بالعودة إلى معسكره، وما هي إلا سانحة حتى كنست الكتائب الفرنسية شوارع القاهرة، واضطرت المتمردين على الالتجاء إلى الجامع الكبير حيث صعقتهم المدافع عن بكرة أبيهم، كان المتمردون قد رفضوا التسليم، إلا أن دوي الصواعق جعلهم سهلاء الجانب، أما نابوليون فرفض طلبهم المتأخر قائلا لهم: «لقد مضت ساعة الصفح، شئتم أن تبدءوا فمن حقي أن أنهي.» وما هي إلا فترة حتى اغتصبت أبواب الجامع وتدفقت دماء الأتراك كالسيل الجارف، كان على بونابرت، فضلا عن ذلك، أن يثأر لموت القائدين دوبوي وسولكوسكي الباسل الذي كان يعطف عليه بقدر ما كان يحترمه.
قدر للسلطة الإنكليزية التي كانت قد هيجت فتنة القاهرة وعصيان مصر جميعها أن تغري ديوان القسطنطينية على معاداة فرنسا. فأصدر الصدر الأعظم منشورا مملوءا سبابا وشتائم وقف أعلام الجمهورية للخزي والعار وجهودها للانقراض، فأجاب بونابرت على هذه الإهانات والتحريضات الدموية بنداء جاء في نهايته: «إن أكبر الأنبياء المتدينين قد قال: إن العصيان لنائم، فملعون هو الذي يوقظه!»
بعد مدة قصيرة اتجه نابوليون إلى السويس ليزور آثار القتال القديم الذي كان يجمع مياه النيل بالبحر الأحمر، وقد رافقه مونج وبرتولله، وكان بوده أن يشاهد مصادر موسى، إلا أنه كان أوشك أن يذهب ضحية تطفله بتيهانه في الليل بين المد والجزر، قال: «لقد خاطرت بنفسي كما خاطر فرعون؛ ما جعل مبشري المسيحية جميعهم أن يؤدوا نصا معظما ضدي.»
Bog aan la aqoon