Taariikhda Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Noocyada
أيها الجنود
إنكم ستقدمون على فتح عظيم لا تحصى نتائجه العائدة بالخير على تجارة العالم وحضارته، إنكم ستحملون إلى إنكلترا الطعنة الواثقة حتى يتاح لكم أن تحملوا إليها الطعنة القاضية.
سنقوم ببعض أعمال شاقة ، فنشهر مواقع عديدة، ونفوز في جميع مشاريعنا، إن المستقبل إنما هو في قبضة يدنا! أما البكوات والمماليك الذين يساعدون التجارة الإنكليزية، ويتعدون على حقوق تجارنا، ويرهقون سكان النيل المساكين بالظلم؛ فإنهم سينقرضون بعد وصولنا ببضعة أيام.
إن الشعب الذي سنعيش معه لشعب مسلم، وعقيدته الأولى هي هذه: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» فلا تناقضوه، وانهجوا معه كما نهجنا مع اليهود والطليان، أكرموا أئمته ومفتيه، كما أكرمتم الحاخامين والأساقفة، تساهلوا مع الشرائع التي يأمر بها القرآن والجوامع، كما تساهلتم مع الأديرة، ومحافل اليهود، وشريعة موسى والمسيح.
إن الفرق الرومانية إنما كانت تصون جميع الأديان، سترون هناك عادات تختلف عن عادات أوروبا فيجب أن تتعودوها.
ثم إن الشعب الذي سندخل عليه يعامل المرأة معاملة تختلف عن معاملتنا إياها، ولكن من يتعدى إنما هو في جميع البلدان وحش ضار.
والنهب لا يغني سوى عدد من الرجال قليل، فهو يهتك حرمتنا ويهدم وسائلنا ويجعلنا أعداء الشعوب التي من مصلحتنا أن نتخذهم أصدقاء، أما المدينة الأولى التي سننتحيها فقد شيدها الإسكندر؛ فإننا لنجد لدى كل خطوة نخطوها ذكريات كبرى جديرة بأن تهيج حماسة الفرنسيين.
عقيب هذا النداء أصدر نابوليون نشرة ضمنها الحكم بالإعدام على كل فرد من أفراد الجيش يقدم على النهب والهدم، أو يضع جزية، أو يرتكب اختلاسا ما؛ ما جعل القواد يتحملون عاقبة كل أمر مشين.
كان نابوليون يحذو حذو الرومانيين بهذه الصرامة، إلا أن الشيء الجديد الذي تضمنته تلك النشرة المشهورة، والذي كثيرا ما استوحاه بونابرت في نشراته التي أصدرها في حملة مصر، إنما هو مشهد فاتح لا يسير، في جميع المواقف التي احتاج فيها إلى مخاطبة جنوده أو الشعوب التي يخترق أراضيها، على خطى من تقدمه فيستفيد من سلطة كبرى أو هائلة تدب الذعر والهول، بل يتكلف في إظهار احترامه للشعوب بصفته عضو مجلس علماء لا ترتكز سلطته إلا على الفكرة الهادئة والعقل الإنساني.
كان الإسكندر، في مصر نفسها، قد أعلن نفسه أنه ابن جوبيتير، وكان القيصر أيضا قد شاء أن يتحدر من صلب الآلهة، كما أن أتيلا سمى نفسه ضربة الله، وكما أن الحكمة السامية نفسها، في الأجيال الوسطى للمسيحية وفي عهد الوثنيين القديم، قد اتخذت من خاصياتها ومن قبل اللاهوتيين والشعراء مستودع الصاعقة، وقيادة الجيوش، وإدارة الحروب.
Bog aan la aqoon