Taariikhda Napoleon Bonaparte

Iliyas Abu Shabaka d. 1366 AH
184

Taariikhda Napoleon Bonaparte

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

Noocyada

إن من الصعب أن نصف الحماس الذي هيجته هذه الكلمات في المجلس، حتى خيل أن شبح الرجل العظيم قد ظهر لدى صوت الوزير في وسط ممثلي فرنسا، وأن روح الحزب الحاقد، الظالم بآرائه، قد حكم عليه بالصمت فجأة لدى ظهور هذا الشبح، لكيلا يسمع إلا هتاف الإعجاب ومعرفة الجميل.

أما الحكومة، التي فرحت دون شك بالحماس الشديد الذي هيجته كلماتها النبيلة؛ فإنها أخذت تهتم بإعداد العدة للبعثة التي سيعهد إليها بإحضار البقايا الثمينة من سنت هيلين إلى فرنسا، فكلف الملك أحد أولاده، البرنس ده جوانفيل، بقيادة الأسطول المؤلف من البارجة لابيل بول والمركب البخاري لافافوريت، وفي السابع من شهر تموز أبحر الأسطول من تولون، وكان على البارجة لابيل بول البرنس، والقبطان هرنو، وتوشار، وروهان-شابو مفوض الملك، ولاس كاز الابن عضو مجلس النواب، والقائدان برتران وغوركو، والدكتور غيللار، والأب كوكرو، وسن دنيس ونوفراز خادما غرفة الإمبراطور في الماضي وبييرون وأرشامبول. كان هؤلاء الأشخاص يؤلفون بعثة سنت هيلين مع الأمين مرشان، الذي كان الإمبراطور يحبه كثيرا، والذي كان مبحرا في المركب لافافوريت الذي يقوده القبطان غوييت.

وكان الجنرال برتران قد رغب أيضا في أن يشرك بهذه الرحلة الصالحة ولده الصغير، أرثور، الذي ولد في سنت هيلين، والذي قدمته أمه إلى الإمبراطور «كأول فرنسي دخل إلى لونكوود من غير إذن الحاكم.»

مر الأسطول أمام جبل طارق في الخامس عشر من تموز، وفي اليوم التالي رسا في مرفأ كاديس.

في الرابع والعشرين من تموز توقف في مادير، وفي التاسع والعشرين منه كان يحتفل بذكرى ثورة 1830 في جزيرة تتريف.

في العشرين من شهر آب عبر خط الاستواء، وفي الثامن والعشرين منه كان في باهيا، التي بقي فيها حتى الرابع عشر من أيلول. وبعد مرور ثلاثة وعشرين يوما وصل الأسطول إلى مقربة من سنت هيلين.

رسا الأسطول في مياه سنت هيلين في الثامن من شهر تشرين الأول، ونزل مفوض الملك والسيد عمانوئيل ده لاس كاز إلى اليابسة، وفي اليوم التالي، الساعة الحادية عشرة، حذا حذوهما الأمير وحاشيته.

قال السيد عمانوئيل ده لاس كاز: «في الساعة الثانية والدقيقة العشرين دخلنا إلى السور ... وقد ظهر أمامنا الضريح ... لا شك أن قد أصبح ترابا ذلك الذي أدهش العالم بمجده وعظمته!

كشف البرنس ده جوانفيل عن رأسه، وسجد الأب كوكرو إلى يسار الباب، على أقدام السروة، يتلو صلاة ... أما نحن فكنا صامتين ... مسترسلين في التأملات ... شاخصين عن كثب إلى تلك الحجارة السوداء ... التي لم يكتب عليها شيء! إلا أننا لم نقو على سلخ أعيننا عنها ... دار البرنس دورة الضريح بهدوء تام، ثم عاد فقطف بعض ورقات من أغراس بصلية نبتت في الجهة التي يرقد فيها رأس الإمبراطور، وبعد ذلك نادى السيد هرنو، معاونه، وقال له ليعطي الجندي القديم حارس الضريح كل ما يستطيع أن يجمعه من الدراهم، فكان قبضة كبيرة من الذهب، وخرجنا.»

عندما ترك البرنس المكان الذي يضم رفات نابوليون، اتجه إلى المقر الكئيب الذي أطلق فيه الرجل العظيم أنفاسه الأخيرة. من لا يعلم أي تأثير استولى على سكان لونكوود القدماء ساعة ولجوا ذلك السجن؟! أجل، لقد أبصروا فيه عذاب ذلك الذي أحبوه فوق كل شيء، وشاهدوا موت ذلك الذي أعجبوا به فوق كل إنسان، ذلك الذي احترموه وكان في حياته موضوع عبادتهم، والذي لا يزال ذكره، بعد عشرين سنة مرت على موته، يملأ صدورهم ومخيلاتهم.

Bog aan la aqoon