Taariikhda Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Noocyada
في آب عام 1808، عندما عاد نابوليون إلى بان، انتهى إليه أن النمسا تتظاهر باستعدادات سيئة نحو فرنسا، ولما قدم مترنيخ
5
سفير هذه الأمة إلى سن كلود على رأس فرقة المخابرة ليهنئوا جلالته الإمبراطورية الملكية بعيده، سأله الإمبراطور مستفهما عن صحة تلك الإشاعة، فأجابه السفير منكرا ذلك وصرح بأن التجهز العسكري الذي تقوم به النمسا، إنما هو يرمي إلى غاية واحدة، وهي الحماية. أما نابوليون فقال له إنه لم يصدق تلك الإشاعة؛ إذ إنه ما من سبب هناك يوجب ذلك العداء، وزاد على ذلك بقوله: «إن إمبراطورك لا يريد الحرب، وإني لواثق بكلامه الذي قاله لي في المقابلة الأخيرة التي جرت بيننا. لقد احتللت عاصمته والقسم الأكبر من مقاطعاته ولم ألبث أن أرجعت إليه معظم ما أخذت ... فهل تظن أنه لو قهر الجيوش الفرنسية قاهر، وأصبح السيد المطلق في باريس، كان نهج هذا المنهج المتساهل؟ ... إن دسائس خصوصية تدفعكم إلى حيث لا تريدون أن تذهبوا، فالإنكليز وأحزابهم هم الذين يوحون جميع تلك الاستعدادات السيئة، ولقد بدءوا يهللون للأمل الذي يريهم انغماس أوروبا في الدم مرة أخرى.»
أما مترنيخ فأصر على إنكار نظرات حكومته العدائية. ولكن لم يأت اليوم التاسع من شهر نيسان حتى أعلنت النمسا الحرب ودخلت في الحملة، وفي الثاني عشر منه انتهى إلى نابوليون أن العدو قد عبر الأين،
6
فغادر باريس في الحال، ووصل إلى ديللنجن في اليوم السادس عشر حيث وعد ملك البافيير بإعادته إلى عاصمته في خمسة عشر يوما بعد أن طرده منها الأمير كارلوس، وفي اليوم السابع عشر من الشهر كان نابوليون في دوناورت
7
حيث نشر نداء إلى جنوده جاء فيه ما يلي: «أيها الجنود، لقد تعدي على أراضي المعاهدة، ويرغب القائد النمسوي أن نفر هاربين لدى رؤيته ونترك له حلفاءنا. أما أنا فقد وصلت بسرعة البرق.
أيها الجنود، كنت محاطا بكم عندما جاء إلي إمبراطور النمسا في مورافي، ولقد سمعتموه يتوسل إلي لأصفح عنه ويقسم لي على إخلاص دائم. إن النمسا مدينة لكرمنا بكل شيء بعد أن انتصرنا عليها ثلاث مرات في ثلاث حروب، وصفحنا عنها ثلاث مرات، ونكثت العهد ثلاثا فهي ثلاث مرات كاذبة! ولكن انتصاراتنا الماضية إنما هي كفيلة لنا الفوز الذي ينتظرنا.
فلنزحف إذن، وليتحقق العدو قاهره لدى ظهورنا أمام عينيه!»
Bog aan la aqoon