Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
هذا هو الحادث الأول الخطير في تاريخ الدعوة، أما الحادث الثاني فهو أشد منه خطورة؛ لأن فيه قطع امرأة لا قطع شجرة، أنت تعلم أن الشرع الإسلامي يوجب قتل الزانية رجما، ودعوة الشيخ إنما هي الرجوع إلى الشرع - إلى القرآن قبل كل شيء. الزانية، هي ذي في العيينة. وقد ثبت زناها بإقرارها وبشهادة أربعة أعيان
1
فجيء بها إلى الساحة وأمر الشيخ أن تشد عليها ثيابها وترجم. رمى الأمير عثمان بن معمر الحجر الأول، وتبعه الراجمون ليتم الحكم المشروع بالسنة والإجماع. لم يذكر التاريخ أختا لهذه الفاجعة، فكأن الشيخ رأى فيها الإرهاب الكافي.
رجمت الزانية! فسرى خبرها سير البرق في البوادي والحضر، ووقع وقع الصاعقة في القلوب الأثيمة والقلوب الطاهرة، فسكت أناس وصاح آخرون، ومن هؤلاء أهل الحساء الذين قاموا يحتجون؛ فقد كانوا كما قلت مستمتعين بأشياء من الإباحات القرمطية، فكتب أميرهم سليمان آل محمد رئيس بني خالد الذي كان يحكم يومئذ حتى في العارض، وكان ابن معمر عاملا له ، يهدد الشيخ المصلح بالقتل إذا كان لا يرجع عن غيه «في تخريب قلوب المسلمين وإفساد دينهم».
لم يرجع الشيخ المصلح عن دعوته، فأرسل الأمير سليمان إلى عامله الأمير عثمان يأمره بقتل محمد بن عبد الوهاب، فرأى الأمير أن خير طريقة لحفظ منصبه وخلاص صاحبه، هي أن يغادر الشيخ العيينة.
رحل المصلح إلى الدرعية
2
فكانت الهجرة الثالثة وهو في الثانية والأربعين من سنه، وقد نزل هناك ضيفا على أحد تلاميذه أحمد بن سويلم، فتهافت عليه الأنصار وبالغوا في إكرامه، إلا أن محمد بن سعود أمير الدرعية تردد في مقابلته، فألح عليه بذلك أخواه ثنيان ومشاري، فظل مترددا، ثم لجأا إلى زوجته
3
وكانت من النساء العاقلات النبيهات، فأخبراها بما يدعو الشيخ إليه وبما ينهى عنه، فارتاحت إلى ذلك ووعدتهما خيرا. إنما عملها يدل على ما للمرأة حتى داخل الحريم ووراء الحجاب من التأثير الطيب، اللهم إذا كانت عاقلة وعالمة بشئون الأمة، قالت هذه «الخديجة» الفاضلة لأميرها ابن سعود: «إن هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة، فاغتنم ما خصك الله به.»
Bog aan la aqoon