Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
محمد بن عبد الوهاب
المشاهد التي بنيت على القبور التي اتخذت أوثانا تعبد من دون الله، والأحجار التي تقصد للتبرك والنذر والتقبيل ، لا يجوز إبقاء شيء منها على وجه الأرض مع القدرة على إزالته.
من رسالته إلى عبد الله بن سحيم
محمد بن عبد الوهاب والوهابية
في وادي حنيفة ظهر مسيلمة الذي حارب النبي والإسلام فكان مدحورا، قتله خالد بن الوليد في وقعة الروضة. وفي وادي حنيفة، بعد ألف ومائة سنة ظهر محمد بن عبد الوهاب الذي كافح البدع والخرافات فكان من الفائزين.
قبل ظهور هذا المصلح النجدي كان العرب في نجد، بل في الشطر الشرقي من شبه الجزيرة، منغمسين في عقائد وعبادات جاءتهم من النجف ومن الأهواز، أو بالحري من بلاد فارس، فكان لا يزال لإباحات القرامطة أثر في الأحساء، وكانت للقبور شفاعة لا شفاعة فوقها، فأحلها الناس المحل الأعلى في العبادة والتوسل. والحق يقال: إن هذه البدع أو هذه الخرافات القديمة أبعدت العرب بادية وحاضرة عن حقيقة الدين الكبرى وجوهره الأزلي الحي.
أبعدتهم عن الإسلام الذي جاء يبطل عبادة الأوثان وكل ما فيه رائحة العبودية لغير الله، فعادوا إلى ما كان فيه أجدادهم وأمعنوا أكثر منهم في الخزعبلات والأضاليل، فلم يتوسلوا فقط إلى قبور الأولياء بل تعددت القباب فوق القبور فصارت الشفاعة الكبرى للأحجار، بل كانوا يعبدون حتى الأشجار، فيعلقون على أغصانها الرقاع ويقدمون لها النذور. ومن هذه الأشجار في نجد خصوصا في كهوف جبل طويق ووادي حنيفة، ما كانت تفوق سواها شهرة، وتمتاز اسما وفعلا في نظر عبادها الذين كانوا يجيئونها من أقصى نواحي الجزيرة متبركين متوسلين.
قلت: إن هذه العبادات أبعدت العرب عن الإسلام بل أنستهم حقائقه وأركانه، فقل منهم من كانوا يقرءون القرآن ويفهمون، قال المؤرخ النجدي: «أهمل الناس الصلاة والزكاة والحج وكانوا لا يعرفون حتى مركز الكعبة.» وبكلمة أوضح عادوا إلى الوثنية، فجاء ابن عبد الوهاب يعيدهم إلى الإسلام، فكان منذ نشأته إلى يوم وفاته يدعو للرجوع إلى الكتاب والسنة، وقد انتشرت دعوته في نصف قرن بين الحاضرة والبادية، وعمت في عهد سعود الكبير البلاد العربية جمعاء.
نعم قد كان في نجد علماء يتبعون الإمام أحمد بن حنبل في المذهب والأحكام، ولكن علمهم لم يخل مما يشوب طريقة المجتهدين والمتصوفين، فكانوا من هذا القبيل يشبهون علماء الكنيسة المسيحية في القرون الوسطى.
ومن كبار أولئك العلماء النجديين جد صاحب الترجمة محمد بن سليمان بن علي التميمي. قد كان الشيخ محمد رجلا فاضلا كريما، تولى منصب الفتوى في نجد، ودرس علمي التفسير والحديث، وكان لحبه العلم ينفق على الطلبة من ماله الخاص ناهيك بأن بيته كان على الدوام مفتوحا للفقراء والمظلومين اللاجئين إلى بره وإحسانه.
Bog aan la aqoon