Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
عاد رجال الوفد موفقين، وبينا هم مسافرون إلى العقير التي كانت يومئذ بيد العجمان، ومعهم ما جمعوا من الأسلحة والمال لمحاربة ابن سعود، علم بهم الشيخ عبد الرحمن بن سويلم أمير القطيف. فسارع إلى إرسال عساكر في مراكب شراعية، طاردوا مركب العدو بين البحرين والعقير، ثم حاقوا به فحجزوه، وألقوا القبض على ثلاثة من رجاله.
حدثني أحد الثلاثة، وهو العجماني، قال: جاءوا بنا إلى القطيف وأرسلونا مقيدين إلى السلطان عبد العزيز بالحساء، فلما وصلنا أمر بفك قيودنا وبأخذنا إلى المضيف. وبعد ثلاثة أيام أحضرنا إلى المجلس وكل واحد منا لا يرى من قسمته غير الموت، فخاطبنا السلطان قائلا: يا عيالي، نحن لا نقهر أحدا، فمن كان منكم يبغي معزبه (شيخه أو أميره) فإليه به، ومن كان منكم يبغينا فأهلا ومرحبا. فقال واحد منا: أنا، يا طويل العمر، أفضل نارك على جنة سلمان، فأمر له ببندقية وكسوة وأدخله في الجيش. وقال الآخران: ودنا نروح إلى معزبنا نعتز واياه وننذبح واياه. فأمر لكل منهما بكسوة وذلول وشيء من المال، ثم أطلق سراحهما.
وفي التاريخ بقية القصة التي انتهت بتسليم العرايف، فكان الحلم أنجع بهم من السيف.
تاريخ نجد وملحقاته
النبذة الأولى: نواحي نجد1
ليس في نجد أرض يستوي سطحها وسطح البحر، فإنك إذا جئت البلاد من خليج فارس تمر بالحساء، ثم تأخذ بالتصعيد - والعرب يقولون التسنيد - وتستمر مصعدا، دون أن تدرك ذلك في أغلب الأحايين، إلى العارض (1800 قدم)، فالشعرة (2000)، فالحرة الصغيرة (4000)، فرأس السيل (4500)، ومن هناك تنحدر إلى مكة.
وإذا جئت نجدا من البحر الأحمر، من جدة مثلا، فتصعد إلى الطائف (6170 قدما) وتشرف بعد ذلك على جبل حضن - من رأى حضنا فقد أنجد - ومنه تنحدر إلى نجد، وتستمر في الانحدار دون أن تدرك ذلك؛ لأنه في أكثر الأحايين غير محسوس، حتى تصل إلى الحساء.
وبكلمة أخرى إذا شطرنا شبه الجزيرة شطرين من جدة إلى العقير على الخليج، يظهر نصفها في هذا الشكل المخروط:
إن نجدا ليصدق إذن معنى اسمه؛ أي هو المرتفع من الأرض. وفي هذه الأراضي المرتفعة شمالا وغربا وجنوبا أماكن تختلف في العلاء والوطاء بعضها عن بعض؛ فالقصيم مثلا يعلى ألف قدم فوق العارض، وحائل تعلى نحو ذلك فوق القصيم، واليمامة هي خمسمائة قدم دون الرياض.
وفي هذه البلاد السهول والجبال، وصحاري الرمال، والأودية والشعب، والواحات والقفار. هناك من الأراضي المنبسطة الفسيحة التي لا كلأ فيها ولا ماء كالصمان، ومن صحاري الرمل التي تكثر فيها المراعي كالدهناء، ومن السهول التي تزرع مرتين في السنة كالوشم، ومن الواحات التي تغزر فيها المياه وتتعدد البساتين؛ كالعارض، والأحساء، والأفلاج، ومن البقاع العالية الطيبة التربة والهواء كالقصيم وجبل شمر.
Bog aan la aqoon