Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
أما ابن سعود فعندما عاد من القصيم بعد أن صالح الشريف حسين وخلص أخاه سعدا من الأسر، جاء توا إلى ناحية الحريق الذي كان قد استولى عليها العرائف والهزازنة، ومعهم جمع كبير من البادية.
إن الحريق كائنة في واد بين جبلين وليس لها غير طريق واحد، فأسرى فيه عبد العزيز ليدخل البلدة ليلا على حين غرة. وعندما وصل في اليوم التالي إلى قصر قريب منها نزل هناك وأمر جيشه، الذي لم يكن يومئذ غير ألف ومائتين من الحضر، أن يعسكر ويستعد لحصار طويل.
ولكن خيالة العدو في جولة من الجولات اصطدمت بفصيلة من خيالته فكانت الشرارة التي أضرمت نار الحرب.
هجم حضر عبد العزيز هجمة واحدة على الحريق ولم يقفوا حتى استولوا عليها وعلى بلدة أخرى اسمها مفيجر، فشرد آل سعود «العرائف» على خيلهم، والتجئوا إلى أهل الحوطة فردوهم خائبين، فرحلوا إذ ذاك إلى الأفلاج.
وكان في السيح هناك أخوهم فيصل، وفي ليلا
1
أحمد السديري من قبل ابن سعود، فاحترب الاثنان قليلا قبل وصول «العرائف».
أما عبد العزيز فبعد انتصاره في الحريق زحف جنوبا فنزل نعام - قرية في الطريق - وأراد الجيش أن يهجم على الحوطة فيكتسحها فأبى ذلك قائلا: «لا أسعى في خراب بلدين من بلادي في يوم واحد، سأقدم لأهل الحوطة الصلح وأعطيهم الأمان، لعل الله يهديهم سواء السبيل.»
أما الأمان فظفروا به شكرا لعالمهم ورؤسائهم الذين خرجوا إلى عبد العزيز وقد عقدوا المحارم في رقابهم، ولكن أهل الحوطة برابرة قتلة لا يضعون على الرقاب، ولا يفهمون في العقاب غير السيف. ومع ذلك فقد صفح عبد العزيز مشترطا أن يدخل بجيشه البلد، فدخل ظافرا ثم زحف إلى الأفلاج.
وبينا هو على ماء في الطريق جاءه رسول من أميره السديري يقول: إن حين وصول العرائف إلى السيح علم أهل البلدة بما جرى في الحريق ففروا هاربين. وقد تركوا فيها أمتعتهم وأموالهم، فغنمها السديري عند احتلاله تلك الناحية.
Bog aan la aqoon