Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
1328 / 1910: ختمت سنة 1327 بعصيان الهزازنة، وهم كما قلت أقارب آل سعود الأبعدون، وفتحت سنة 1328 بخروج «العرائف» وهم أقارب آل سعود الأدنون، بل هم الذين كانوا أسرى في حائل، فجاء بهم ماجد بن الرشيد إلى عنيزة ليقاتلوا أهلهم، فخلصهم عبد العزيز من الأسر ومن القتل، فقاموا بعدئذ يجازون عمله بالعصيان.
قد يكون بين فتنة الهزازنة وخروج «العرائف» صلة سرية، أو أن الواحدة أوحت الأخرى. وجاء فوق ذلك الجدب يزيد بشدائد هذه السنة التي كانت تدعى «الساحوق» فخسر ابن سعود مبلغا جسيما من الأموال - الإبل والمواشي - ولم يكن لديه ما يمكنه من الحرب والغزو.
عقد مجلس للمذاكرة بخصوص «العرائف» فقال أحد الحضور يخاطب عبد العزيز: «ادعوهم إليك للجواب، فإذا أبوا اضربهم.» قد عقب على هذا الرأي آخرون، ولكن عبد العزيز لم يستحسنه، فقال: «إذا دعوتهم إلي فقد يحدث بينكم وبينهم قتال، فأكون ذابحا لذوي القربى وهذا مكروه عندي، دعوهم. كفانا الله شرهم».
رحل «العرائف»، وهم تسعة، ورجاجيلهم وخدمهم إلى الحساء فنزلوا على العجمان أخوالهم. ولكن العجمان اعتدوا على بعض عشائر الكويت فنهبوهم، فهددهم الشيخ مبارك فالتجئوا إلى ابن سعود، بل جاءه كذلك كتاب من الشيخ مبارك يسأله فيه أن يسعى في إرجاع تلك المنهوبات.
أما ابن سعود فكان قد كتب إلى ابن الهذال رئيس العمارات وابن الشعلان رئيس الرولا، والعشيرتان من عنزى، يستنجدهما على ابن الرشيد، فأجاباه إلى ذلك وضرب الموعد للاجتماع، ولكن المشاكل تعددت في الحساء، وهي مرتبطة بعضها ببعض، فظن عبد العزيز أن التوسط بين مبارك والعجمان يحل مشكل «العرائف»، فبادر إلى تلك الناحية، وقد كان في عزمه بعد حسم ذاك الخلاف وحل ذاك المشكل أن يستأنف السير ليجتمع بالهذال والشعلان فيشدون جميعا على ابن الرشيد.
أما الشيخ مبارك فعندما علم بخروج آل سعود «العرائف» وأنهم جاءوا الحساء أرسل نجابا إلى عبد العزيز يستأذنه بأن يدعوهم إلى الكويت، فيسعى في الصلح بينه وبينهم. قبل عبد العزيز ولسان حاله يقول: نصلح بينه وبين العجمان فيصلح بيننا وبين العرائف. وجزاء حسنة حسنة مثلها. أما «العرائف» فقد قبل اثنان منهما دعوة مبارك، وجاء اثنان إلى عبد العزيز مستغفرين مستأمنين فأعطاهما الأمان.
ولكن صاحب الكويت لم يقدم على ذلك العمل لقاء ما جاء ابن سعود إلى الحساء من أجله، بل كان هنالك أمر آخر يستوجب المعروف. إن القارئ الذي سار معنا من بداية هذا التاريخ يدرك شيئا من غوامض الشيخ مبارك السياسية؛ وهو قلما كان يقدم على عمل لا سر في شطر منه في الأقل.
أما السر في توسطه بين «العرائف» و«ولده» عبد العزيز سعود، فهو أن رئيس عشائر المنتفق في العراق سعدون المنصور كان قد جهز حملة عليه - حملة كبيرة لا يستطيع مقاومتها ناهيك بغلبتها - فأسلف عبد العزيز المعروف، ثم أرسل يستنجده على السعدون:
المستجير بعمرو عند كربته
كالمستجير من الرمضاء بالنار
Bog aan la aqoon