Taariikhda Najad ee Casriga ah
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Noocyada
إن الحضر في الجيوش العربية كالجنود النظامية. أما البدو فبدو هم، وأمرهم عجيب، قد أسلفت القول: إن بوادي ابن سعود شردوا في وقعة الطرفية ثم عادوا إليه. ومن عاداتهم أن يجيئوا ويروحوا، أن يحاربوا ويشردوا كما توحي إليهم النفس أو ترشدهم الحوادث.
وفي القتال أمام بريدة هجم جيش البادية فاحتاط ابن سعود للأمر بأن جعل الحضر في مؤخره ليمنعه من الفرار إذا أحس بالهزيمة، ولكنه كان في ذاك اليوم منتصرا فتراجع قوم ابن الرشيد ودخلوا البلد.
استمر ابن سعود في سيره جنوبا فنزل عنيزة، ثم نقل إلى البكيرية، ثم إلى الرس، يجمع إليه المقاتلة من الحضر. أما سلطان الرشيد فعاد إلى الجبل، وقد ترك أخاه فيصلا في بريدة؛ ليكون عونا لأبي الخيل على أهلها؛ بل ليظل بعيدا عن حائل، ولكن فيصلا اختلف وطاغية مهنا فهجره، وعاد إلى الجبل فاجتمع بأخيه الأمير الحاكم وأغضبه، فأرسله الأمير بمهمة إلى الجوف؛ وقصده الإبعاد.
وكان ابن سعود قد نقل من الرس إلى جهة عتيبة، فنزل هناك في جبل يدعى سواج وهو يترقب الفرص للهجوم. فلما علم بما جرى بين فيصل وأخيه سلطان سارع إلى الجبل جبل شمر، ولكن البدو - وهو في منتصف الطريق - هجروه، فاستمر مع ذلك سائرا، ونزل بقومه على ماء سقف، فوجدوا هناك قبائل من حرب، فأغاروا عليهم وغنموا كثيرا من أموالهم.
لم يتوفق عبد العزيز في زحفه إلى الجبل فعاد إلى الرياض، ثم رجع في الشهر التالي إلى القصيم، فلاقاه جاسوس من بريدة ليخبره أن أهلها مستعدون إذا وصل إليهم ، أن يهجموا على أبي الخيل.
لمز ابن سعود حصانه وراح بجيشه مسرعا، فوصلوا إلى المكان المعين للاجتماع خارج البلد فلم يجدوا أحدا هناك.
لله أنتم يا أهل بريدة! عض عبد العزيز على نواجذه وعاد إلى عنيزة، فجاءه بعد سبعة أيام رسول منهم يقول إنهم متأهبون للهجوم، فزحف زحفة ثانية كانت كالأولى عقيدة الفشل.
ولكنه نزل الأخضر، على مسير ساعة ونصف ساعة من المدينة، ومشى إليها بالجنود مرتين على «الأنصار» يخرجون إليه، فلم يخرج أحد منهم.
ثم بلغه أن سلطان بن الرشيد زاحف من الجبل لينجد أهل بريدة؛ أي الرشيديين فيها، فشد ابن سعود وبادر إليه؛ ليصده عن ذلك، فعلم عندما وصل إلى كهفة أن الخبر مكذوب. وكان برغش بن طوالة، من رؤساء شمر، نازلا ماء فهد بالقرب من جبل سلمى هناك، فسرى يريد الهجوم عليه. فلما رآه ابن طوالة مقبلا ساعة الفجر أركب الحريم على الخيل سافرات فجئن يلاقينه مستعطفين، ثم جاءه برغش طالبا العفو بل جاء يعاهده على الولاء، وأقسم بالله أن سيكون على الدوام من رعاياه المخلصين.
1326ه / 1908م: قد كان ابن طوالة رسول السلم أيضا بين ابن سعود وابن الرشيد، فجددت المعاهدة السابقة التي خرقها مرة سلطان ولم يتقيد دائما سلفه متعب بشروطها، ولكن ابن سعود لم ينخدع. وما أراد في ذاك الحين غير حياد ابن الرشيد، ولو إلى حين، فينشط أنصاره من أهل بريدة ويمكنوه من أبي الخيل.
Bog aan la aqoon