============================================================
قال وفي هذه السنة وصل إلى بغداد الحسن بن علي بن عيسى بن ماهان وكان بالرقة فتلقاه أهل بغداد بالإكرام والاعظام وكان عظيم القدر في القواد فدعا الناس إلى خلع الأمين فأجابوا إلى ذلك فخلعه من الخلافة لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر رجب سنة ست وتسعين وماية وأخذ البيعة لعبد الله المامون وقيد الآمين وحبسه وحبس معه أمه زبيدة ثم إن الناس ماجوا واختلفوا وندم اكثر الجند على مبايعة الحسن بن علي المشار إليه على خلع الأمين فشعتوا عليه وقاتلوه وكسروه ودخلوا على الأمين ففكوا عنه قيده وأجلسوه في مجلس الخلافة وأحضروا بين يديه الحسن فعفى عنه الأمين وأمر له بمال كثير ومراكب وخيل وآلات وأمره بالمسير إلى حلوان لمقانتلة طاهر فلما قطع الجسر هرب في نفرين من مواليه فنادى الأمين التاس في طلبه فأدركوه فقانتلهم أشد قتال كل مرة يهزمهم ثم أنه تقنطر فابتدره أصحاب الأمين فقتلوه وأخذوا رأسه وأتوا به إلى الأمين.
(127) قال وفي هذه السنة أخذ طاهر بن الحسين الأهواز ثم مضى إلى واسط فأخذها ثم إلى المدائن فأخذها وبايع المأمون في كل مكان أخذه.
وفيها دعا المأمون ببلاد مصر والشام والحجاز واليمن وقدم إلى مصر عياد بن محمد خليفة عليها عوض حاتم ين الهزيمة بن أعين من قبل المأمون.
قال وفي سنة سبع وتسعين وماية كان حصار بغداد وذلك أن طاهر لما استولى على المدائن وملكها زحف إلى بغداد هو وهزيمة ابن آعين فاحتاطوا ببغداد ومحالها واشتد الحصار وتراموا بالمتجنيفات وجرت بينهم وقعات كثيرة في أيام معدودة وعظم الأمر واشتد البلاء وكثر بينهم الغريق والحريق والقتال حتى خربت أكثر متازل بغداد وذهيت بهجتها ونضارتها ووتب المغتالون على أموال الناس فانتهبوها وكثر الفساد.
ودخلت سنة تمان وتسعين وقد تضايق الأمر على محمد الأمين وفارقه أكثر أصحابه وكتب طاهر إلى وجوه أهل بغداد سرأ بعد أن أعانوه ويتوعدهم إذا لم يدخلوا إلى طاعته فأجابوه إلى ذلك وصرخوا بخلع الأمين وخلافة المأمون وقاتل طاهر بتفسه فخرج الأمين والتجأ إلى مدينة أبي جعفر المنصور فحاصره طاهر بها ورماه بالمنجتيق ومنع منه كل شيء حتى الماء والدقيق وكاد محمد الأمين وأصحابه يموتون جوعأ وعطشا.
مقتل الأمين.
ولما إشتد الأمر على الأمين وأيس من التصر وأيقن أن آمره زايل بلا محالة كاتب هزيمة بن أعين وطلب منه أن يؤمنه ليأتيه فأجابه إلى ذلك وبلغ الخبر إلى طاهر وبقية القواد وأجالوا الرأي وقالوا إن محمد (128) الأمين لا يثق الى طاهر آبدأ ولا يستأمنه وأنه يستأمنن هزيمة وينق به لأنه يأنس إليه ويدفع إلى طاهر الخاتم والقضيب والبردة
Bogga 87