============================================================
وأحسن عليه وعوضه عن تقدمته واستحضره فأعجبه كلامه وأدبه فأمره بالمقام بمصر ورسم بان يسامح بها على متاجرة من الحقوق وأتعم عليه بقرية من أعمال الحوف اسمها بهيدة مجاورة لدماص فأقام الشيخ طيب بالقاهرة المحروسة إلى أن مات الخليفة الآمر بالله فانتقل وسكن سنموطية وتزوج من أهلها ورزق ولدأ سماه قروينة ومات الشيخ طيب ودفن بكتيسة سنموطية وانتشأ ولده قروينه واشتغل بصناعة الكتابة وتصرف في الخدم الديوانية ورزق ولدا سماه أبو الطيب باسم جده وكان كاتبأ حاذقا لبييا ورحل إلى القاهرة واجتمع بالأكابر وخدمهم وتردد إليهم فلما رأو عقله وحذقه وحسن تصرف استخدموه صاحب ديوان العريية فخرج اليها وأقام بها سبع سنين واشهر ورغب في الزراعات وكثرة المواشي وظهر حاله واشتهر أمره وماله عشرين ألف دينار فأباع جميع ما يملكه من المواشي والأملاك والأثوات وحمل المبلغ وألزم انه لا يتصرف في الخدم الديوانية ولا يعلم أولاده صناعة الكثابة وكان له خمسة أولاد فصار منهم أربعة أساقفة وأصغرهم أبو المكارم كانت له مواشي وزراعات وخلايا نحل تزيد على ألف خلية وتزوج أخت المكين سمعان ابن كليل ابن مقارة من أهل ميكائيل بشو لان اسم القرية قديم بشو وكانت بها كنيسة على اسم ملال ميكائيل (300) وكانت جماعة النصارى المجاورين المترددين إليها ويقولون نروح إلى ميكائيل بشو فاشتهرت القرية بهذا الاسم وكان سمعان كاتبأ حاذقا وتقلبت به الخدم فخدم بديوان الجيش في أيام الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة تسسع وستين وخمسة ماية وتميز عنده وأعطاه أقطاعا في حجروان واستمر بديوان الجيش سنة ثلاث وترك الخدمة في الدولة العادلية وترهب بدير أبو يحنس القصير ببريه الاسفيط بوادي هبيب وحبس نفسه في موضعة بناها في وسط الدير مدة تزيد عن ثلاثين سنة وكانت سبرته فاضلة وأمره مشهور وأولد أبو المكارم المذكور بن بو طبيب ثلثة أولاد البخيت أبو الفضل والعميد بو الياس والد المؤرخ والمخلص أبو الزهر وتوفيت زوجته فترهب وتوفي في سنة ست وستماية واستخدم العميد بو إلباس في ديوان الجيش موضع خاله المكين سمعان وكانت سيرته بين العالم مثل سيرة الرهان القديسين الذي في البراري وكان أكثر أيامه صائما وصلواته لا يقطعها في أوقاتها وهو مباشر شله في الديوان وكان يتصدق بها ويفضل من صروراته ولا يدخر شيئا وتميز عند الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب بالريانه والأمانة حتى إن شاهد الحرانه بن سني الدولة مرض وانقطع وقال الملك العادل أن يكون العميد عوضه حتى يتعافى وأقام بديوان الجيش خمسة وأربعين سنة ومات في صفر سنة ست وثلاثين وستماية نيح الله أنفسهم الجميع وهذا أورد على حكم التاريخ لا على حكم الافتخار فإن الكتاب يقول من افتخر فليفتخر بالرب.
Bogga 201