============================================================
قال وفي هذه السنة مات هشول بن وشمكين بجرجان فقام بالملك بعده فانوس بن وشمكين وملك جرجان وطبرستان.
وفي سنة تمان وستين وتلثماية ملك عضد الدولة بن بويه الموصل وديار ربيعة وميافارقين وديار بكر وهرب عدة الدولة أبو تعلب بن ناصر الدولة بن حمدان إلى العزيز بالله صاحب مصر.
وفي هذه السنة أمر الخليفة الطائع لله بأن يخطب الملك عضد الدولة ببغداد في خطبة الجمعة الثالثة الخطية للطائع لله (237) فابتدى بذلك يوم الجمعة لأربع بقين من شعبان ولم يتقدم هذا لأحد قبله ولا لولاة العهود وأمر أن يضرب على باب عضد الدولة بالدبارب في أوقات الصلوات الخمس ولم يكن هذا لأحد قبله ولا لولاة العهود وعضد الدولة هو أول من خوطب بالملك في الإسلام وكان يخطب على المنابر بشاهنشاه الأعظم ملك الملوى.
وفي هذه السنة جهز العزيز بالله صاحب مصر جوهر ومعه الجيوش لقتال افتكين الشرابي صاحب دمشق فوقع القتال بينهما شهرين فاسندعى افتكين الحسن بن آحمد القرمطي فخاف جوهر منه وعاد إلى طبرية وتعاقد افتكين والقرمطي وحاصرا جوهر بها فانهزم منها إلى الرملة فسير جوهر إلى افتكين فطلب أمانه فأجابه افتكين بشرط أن يعطق سيفه ورمح القرمطي على باب الرملة ويخرج جوهر وأصحابه من تحتها ففعل ذلك ومضى جوهر إلى مصر وحض العزيز بالله على فتال الافتكين فبرز العزيز من مصر في جيوشه والتقى الجمعان في الرملة فكانت الكسرة للعزيز وانهزم القرمطى والافتكين وأصحابهما ثم أخذ الافتكين أسيرأ وأتى به إلى العزيز فعفى عنه وأحسن إليه وولاه جبته ثم رجع العزيز إلى مصر ومات الافتكين بعد ذلك مسموما سمه وزير العزيز حسدا له على ما ذكر فغضب العزيز على وزيره واعتقله وصادره ثم رأى الأمور لا تتنظم إلا به فأعاده إلى وزارته وأحسن اليه.
وفي سنة تسع وسنين وتلثماية كان مقتل عدة الدولة بن حمدان وكنا ذكرنا أن المذكور هرب من عضد الدولة وقصد مصر وكتب إلى العزيز بالله فكتب إليه الجواب إنه قد قبله والتمس مصبره إليه (238) فخاف وعاد إلى طبرية وكان بالرملة بدري يقال له مفرج بن دعقل قد استولى على تلك الناحية ويفحل أمره فأراد مفرج بن دعقل أن يوقع بيني عقيل المقيمين بالشام ويخرجهم منها فلجووا إلى عدة الدولة وسألوه نصرتهم فنزل بينهم وتجمع له المفرج واحتشد وكان العزيز بالله بعث برجل من أصحابه يقال له الفضل إلى دمشق ليحتال له في فتحها واصلاح أهلها فخاف الفضل من عدة الدولة فاجتمع بأصحابه إلى المفرج وصاروا يدا واحدة ثم قصدوا عدة الدولة وبني عقيل فهزموهم وأسروا عدة الدولة فقتله المفرج خوفا أن يحمله الفضل إلى العزيز فيصطيعه حسب اصطياعه لافتكين فلما قتله المفرج بعث الفضل برأسه إلى مصر وأحرق جنبه.
وفي سنة سبعين وتلثماية زفت ابنة عضد الدولة بن بويه الى الطائع لله وكان العقد قد وقع في سنة أربع وستين وتلثماية.
Bogga 161