158

Taariikhda Muctabar

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

Tifaftire

لجنة مختصة من المحققين

Daabacaha

دار النوادر

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

Goobta Daabacaadda

سوريا

Noocyada

كنوزَ قيصر، وأحدُنا اليومَ لا يأمَنْ على نفسه أن يذهب إلى الغائط (١).
وأقام رسول الله ﷺ والمشركون بضعًا وعشرين ليلة، ولم يكن بين القوم حربٌ إلا الرمي، وتقدم فوارسُ من قريش يلتمسون القتال، فأقبلوا حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه، قالوا: والله! إن هذه لمَكَيدةٌ، ما كانت العربُ تكيدها، ثم قَتَل عليُّ بن أبي طالب ﵁ عَمْرَو بن عبدِ ودٍّ، وخرجتْ خيلُ قريش منهزمةً، وقال علي ﵁ في ذلك:
نَصَرَ الْحِجَارَةَ مِنْ سَفَاهَةِ رَأْيِهِ ... وَنَصَرْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ بِضِرَابِ
فَصَدَدْتُ حِينَ تَرَكْتُهُ مُتَجَدّلًا ... كَالجِذْعِ بَيْنِ دَكادِكٍ وَرَوَابي
لا تَحْسَبُنَّ الله خَاذِلَ دِيِنهِ ... وَنبِيِّهِ يا مَعْشَرَ الأَحْزَابِ
ثم نصر الله نبيَّه على المشركين، وخذَلهم، واختلفت كلمتُهم، ثم إن الله تعالى أهبَّ ريح الصَّبا، كما قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ [الأحزاب: ٩]، فجعلت الريح تقلِب آنيتهم، وتَكْفَأُ قُدورهم، وانقلبوا خاسرين.

(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٤٣٥)، عن عثمان بن كعب القرظي.

1 / 133