127

Taariikhda Masar Laga Soo Bilaabo Qabsashadii Cuthmaaniyada Ilaa Ku Dhawaad Waqtiga Casriga ah

تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر

Noocyada

وبعد أن وضع إبراهيم هذه الأنظمة، رأى أن لا بد لضمان سير الأحوال على ما يروم من جيش عظيم يعول عليه، وأن يكون له موارد للثروة يستقي منها. فأول عمل قام به للحصول على المال أن احتكر جميع أصناف الحرير وبعض المواد الأخرى، وسخر الأهالي وأكرههم على زرع الحاصلات التي لا غنى للبلاد عنها كالحبوب، وعلى غرس النباتات التي تلائم طبيعتها، فكان من نتائج ذلك مهاجرة الأهلين إلى بلاد الجزيرة وآسيا الصغرى، كما هاجر أهل مصر عام (1245ه/1829م) وكان سببا من أسباب حربه الأولى مع الدولة.

وفي أثناء سير الأحوال في البلاد الشامية أصدر محمد علي باشا ثلاثة أوامر لابنه إبراهيم ، وهي: (1) أن يضرب الجزية «الفرضة» على كل فرد بدون تمييز بين الجنسية والديانة (2) أن يجند جيشا من البلاد بالإجبار، وأن يأخذ كل ما يحتاج إليه هذا الجيش من الحيوان (3) أن ينزع السلاح من كل السكان.

ومن الغريب أن هذه الأوامر كلها صدرت دفعة واحدة؛ فكانت النتيجة أن تذمر الأهالي وثاروا في عام (1252ه/1835م)، وأحدثوا فتنة تفاقم خطبها وامتد لهيبها في طول البلاد وعرضها، وكان أهم ما دعاهم إلى العصيان نزع السلاح منهم، غير أن إبراهيم باشا استطاع أن يخضع العصاة في دمشق وحلب، وما جاورهما من البلاد بدون عناء.

أما في طرابلس وعكاء وجبال لبنان ونابلس - التابعة لولاية دمشق - فقد قاومه الثائرون فيها مقاومة عنيفة، حتى إن محمد علي لما علم بحرج مركز إبراهيم باشا أعد كل ما يمكن جمعه من الجند والذخيرة وسار بنفسه إلى مساعدته، فنزل في يافا، وبحذقه ومهارته تمكن من ضم سبعة من رءوس الثوار إليه في مدة وجيزة، ثم حارب أهالي نابلس، ودخل بلدهم دخول المنتصر، وفي هذه الأثناء ثارت طائفة النصيرية

10

فأخضعها المصريون سريعا، إلا أن الدروز، والمارونية

11

استمروا في مقاومة الجنود المصرية حتى (رجب سنة 1252ه/أكتوبر سنة 1836م)؛ إذ تمكن فيه إبراهيم باشا ومحالفه الأمير بشير الشهابي

12

والي لبنان من إخضاعهم ونزع السلاح منهم في أقل من ستة عشر شهرا.

Bog aan la aqoon