Taariikhda Masar ee Casriga ah: Laga soo bilaabo Fathiga Islaamiga ilaa Hadda iyadoo lagu daray Gorfayn ku saabsan Taariikhda Masar ee Hore
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Noocyada
وقبل مباشرة الحرب كتب مروان إلى سليمان بن هشام في حمص يسأله إذا كان يوافقه على خلع الخليفة إبراهيم وتولية أحد أبناء الخليفة السابق؛ فأبى، فحاربه مدة ففر سليمان ورجاله إلى دمشق. فلما دخلها تعاقد مع الخليفة إبراهيم، وجعلا أيديهما على الخزائن، ثم أخرجا ابني الوليد من السجن وقطعا عنقيهما؛ لأنهما منشأ تلك المتاعب لعلهما يتخلصان من المقاومين، فجاء الأمر بالعكس؛ إذ عظمت دعوى مروان فادعى أن الخليفة الذي يقتل أبناء أخيه بغير الحق لا يصلح للخلافة، وطلب خلعه، وما زال حتى دخل دمشق في الشهر الثاني من سنة 127ه ووضع يده على الأحكام، ودعا إلى مبايعته؛ فبايعه الجميع، حتى الخليفة إبراهيم؛ لأنه اشترى حياته بهذه المبايعة، وكانت مدة خلافة إبراهيم 69 يوما، وعاش بعد الخلع ست سنوات. (12) خلافة مروان بن محمد (من 127-132ه/744-750م)
وكان لمروان بن محمد ثلاثة ألقاب؛ الأول: أبو عبد الملك، لقب به يوم ولادة ابنه البكر، والثاني: الجادي نسبة إلى عمه جاد بن درهم، والثالث: الحمار، وكان مشهورا به أكثر مما بغيره، وأصل تلقيبه به: أنه كان ثابتا في الحروب؛ فلقبوه بحمار الوحش، ثم أهملت الكلمة الثانية فتنوسيت، وبقيت الأولى وحدها.
فلما تمت له المبايعة سنة 127ه أبدل حفص بن الوليد أمير مصر بحسان بن عتاهية النجيبي، فشق ذلك على المصريين؛ فوثبوا عليه، وقالوا: لا نرضى إلا بحفض، وركب جماعة منهم إلى المسجد ودعوا إلى خلع مروان، وحبسوا حسان في داره، وقالوا: اخرج عنا فإنك لا تقيم معنا ببلد، فأخرجوه بعد 17 يوما من توليته، وأخرجوا معه عيسى بن أبي عطاء صاحب الخراج؛ فولى مروان على مصر الحفص بن الوليد، وهي المرة الثالثة لولايته عليها، وفي سنة 128ه صرفه مروان، وولى مكانه الحوثرة بن سهل بن عجلان، والمصريون غير راضين بذلك، فسار إليها في آلاف بأول المحرم، وقد اجتمع الجند على منعه، فأبى عليهم حفص، فخافوا حوثرة، وسألوه الأمان؛ فأمنهم، ونزل في ظاهر الفسطاط.
وبعد سنة ونصف (في 24 رجب سنة 131) عزل حوثرة، وولى مكانه المغيرة بن عبيد الله الفزاري، وبعد يسير توفي المغيرة، وولي مكانه عبد الملك بن موسى، وكان واليا على الخراج فلما تولى الإمارة أمر باتخاذ المنابر في الكور، ولم تكن قبله وكان ولاة الكور يخطبون على العصي إلى جانب القبلة.
والمغيرة آخر من تولى مصر من قبل الدولة الأموية؛ لأنها كانت على شفا السقوط، وقد انتشر الفساد في أنحاء المملكة الإسلامية؛ فثارت حمص على مروان، وكانت أول من جاهر بدعوته - كما علمت - فسامها الرضوخ فأبت ، ومثل ذلك فعلت دمشق وكانت أول من دعا إلى بيعته، وبويع سليمان بن هشام على البصرة، ثم تقدم بجيشه إلى قنسرين؛ فحاربه مروان، وقتل من رجاله ثلاثين ألفا؛ فانهزم سليمان إلى حمص، وحاصر فيها، فجهز إليهم مروان وحاصره هناك.
وكثر منازعو مروان على الخلافة، وفي مقدمتهم أبو العباس الهاشمي أول خلفاء الدولة العباسية، وكان قد بايعه الفرس في أقصى الشرق (خراسان) بمساعدة أبي مسلم الخراساني، وكان قد أرسله إليها داعيا وهو لم يبلغ التاسعة عشرة من العمر، لكنه أظهر همة ودراية لا تتفقان إلا بالرجال العظام؛ فتملك قلوب الناس، وجمع كلمتهم إليه، وحارب جيوش مروان في خراسان فظفر بها، فتقدم إلى العراق حتى أتى الكوفة فافتتحها، وخطب فيها لأبي العباس. أما مروان فلم يظفر بحمص، وسار إلى الموصل فاضطهده أهلها فقنط من الفوز؛ فعاد على أعقابه إلى سوريا، فرآها مجمعة على عصيانه، فلم ير له ملجأ إلا مصر؛ لأنها كانت لا تزال إلى ذلك الحين على بيعته.
أما أبو العباس فلما استتب له الأمر في الكوفة جعل على البلاد التي صارت تحت حكمه ولاة اختارهم من ذويه، ثم بايعه أهل الشام ومن والاهم، وهكذا كانت نشأة الدولة العباسية التي أقيمت على أنقاض الدولة الأموية.
ثم رأى أبو العباس - تثبيتا لقدمه في الخلافة - أن يقتل كل من بقي من أبناء الدولة الأموية ودعاتها ولو بايعوه، فأمر بالقبض عليهم، وهم ثمانون نفسا بين نساء ورجال وأولاد، فأمر بذبحهم معا بغير شفقة؛ فلقب من ذلك الحين بالسفاح، ولم ينج من هذه المذبحة إلا شاب يقال له: عبد الرحمن حفيد الخليفة هشام فر إلى الأندلس (إسبانيا) وأسس فيها دولة أخرى أموية.
أما مروان فجاء مصر على أن يستبقيها له؛ فأرسل عبد الله عم أبي العباس أخاه صالح بن علي يقتفي أثره، وأمره أن يقبض عليه بأي وسيلة كانت، فسار صالح في جيش عظيم، ومعه أبو عون عبد الملك بن يزيد، ونزل على جبل يشكر حيث جامع ابن طولون اليوم، وكان قسما من الفسطاط في أول عهدها، ثم صار خرابا. فأمر أبو عون أصحابه بالبناء فيه؛ فابتنوا وقاموا فيه معسكرهم، ودعوه بالعسكر، واتصل بناؤه ببناء الفسطاط، وبنيت فيه بعد ذلك دار الإمارة، وجامع عرف بجامع العسكر، ثم عرف بجامع ساحل الغلة، وصار هناك مدينة ذات أسواق ودور عظيمة، وصار أمراء مصر ينزلون فيه من بعد أبي عون إلى أن بنى أحمد بن طولون القطائع، وأقام فيها قصره.
ثم أخذ صالح بن علي في مطاردة مروان، فأدركه في قرية بوصير من الجيزة، وقتله في 27 جمادى الآخرة سنة 132ه وسنه سبعون سنة، وقال آخرون 59، ونقل رأسه إلى أبي العباس السفاح، وكانت مدة خلافة مروان خمس سنوات وشهرا واحدا، وهو آخر خليفة من الدولة الأموية بالشام.
Bog aan la aqoon