Taariikhda Masar ee Casriga ah: Laga soo bilaabo Fathiga Islaamiga ilaa Hadda iyadoo lagu daray Gorfayn ku saabsan Taariikhda Masar ee Hore
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Noocyada
أما ما كان من أمر الخلافة؛ فإن طلحة والزبير والمهاجرين والأنصار اجتمعوا إلى علي يبايعونه فأبى، وقال: «أكون لكم وزيرا خير من أن أكون أميرا، ومن اخترتم رضيته.» فألحوا عليه قائلين: «لا نعلم أحق منك، ولا نختار غيرك.» فبايعوه في المسجد بالمدينة يوم الجمعة 24 ذي الحجة سنة 35، وأول من بايعه طلحة، ثم الزبير، ثم بايعه الناس، وبايعته الأنصار، وتأخر منهم قليلون، فخطب خطبته الأولى في الناس بعد حمد الله فقال: «إن الله أنزل كتابا هاديا يبين فيه الخير والشر، فخذوا بالخير، ودعوا الشر. الفرائض الفرائض أدوها إلى الله تعالى يؤدكم إلى الجنة. إن الله حرم حرمات غير مجهولة، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها، وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين. فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق، ولا يحل دم امرء مسلم إلا بما يجب. بادروا أمر العامة، وخاصة أحدكم الموت؛ فإن الناس أمامكم، وإن ما خلفكم الساعة تحدوكم، فخففوا تلحقوا، فإنما ينتظر الناس أخراهم. اتقوا الله يا عباد الله في بلاده وعباده، إنكم مسئولون حتى عن البقاع والبهائم، أطيعوا الله فلا تعصوه، وإذا رأيتم الخير فخذوا به، وإذا رأيتم الشر فدعوه، واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض.»
ثم رجع إلى بيته، ودخل عليه طلحة والزبير وعدد من أصحابه، فقالوا: «يا علي، إنا قد اشترطنا إقامة الحدود، وإن هؤلاء القوم قد اشتركوا في قتل هذا الرجل، وأحلوا بأنفسهم.» فقال: «يا إخوتاه، إني لست أجهل ما تعلمون، ولكن كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم، ها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم، وثابت إليهم أعرابكم، وهم أخلاطكم يسومونكم ما شاءوا، فهل ترون موضعا لقدرة على شيء مما تريدون؟» قالوا: لا. فقال: «فلا والله لا أرى إلا رأيا ترونه أبدا إلا أن يشاء الله. إن هذا الأمر أمر جاهلية، وإن لهؤلاء القوم مادة، وذلك أن الشيطان لم يشرع شريعة قط فيبرح الأرض آخذا بها، إن الناس من هذا الأمر - إن حرك - على أمور؛ فرقة ترى ما ترون، وفرقة ترى ما لا ترون، وفرقة لا ترى هذا ولا هذا حتى يهدأ الناس، وتقع القلوب مواقعها، وتؤخذ الحقوق، فاهدأوا عني، وانظروا ماذا يأتيكم؟ ثم عودوا، واشتدوا على قريش.» فخرجوا من عنده، وقد أضمروا له شرا.
وكان معاوية لما توجه إلى ولايته في الشام أخذ قميص عثمان الملطخ بالدماء، وأصابع نائلة امرأته، وعلق القميص في المنبر، وجعل يخطب في الناس، ويغرس في أذهانهم أن قاتل عثمان هو علي، ويحثهم على معاملة القاتل بالقتل، وشدد النكير على علي؛ فالتفت حوله دعاته رغبة في الانتقام.
ومما زاد أعداء الإمام علي عددا أنه لم تدخل سنة 36ه حتى عزل جميع من كانوا على الأمصار في أيام عثمان، وولى مكانهم من رأى من المتقربين؛ فبعث عثمان بن حنيف على البصرة، وعمارة بن شهاب على الكوفة، وعبد الله بن عباس على اليمن، ولما علم بقتل محمد بن أبي حذيفة ولى مكانه قيس بن سعد على مصر، وسهل بن حنيف على الشام عوضا من معاوية. أما سهل: فخرج حتى إذا كان في تبوك لقيته خيل، فقالوا: من أنت؟ قال: أمير، قالوا: على أي شيء؟ قال: على الشام، فقالوا: «إن كان بعثك عثمان فأهلا بك، وإن كان بعثك غيره فارجع.» قال: أما سمعتم بالذي كان؟ قالوا: بلى، فرجع إلى علي. (3-1) قيس بن سعد على مصر
أما قيس بن سعد فكان صاحب راية الأنصار مع النبي، وكان من ذوي الرأي والبأس، وكان ضخما جسيما، صغير الرأس، طويلا جدا، مطاعا جوادا كريما، يعد من دهاة العرب، ولما ولاه علي على مصر قال له: «سر إلى مصر فقد وليتكها، واخرج إلى رجلك، واجمع إليك ثقاتك، ومن أحببت أن يصحبك حتى تأتيها ومعك جند؛ فإن ذلك أرهب لعدوك، وأعز لوليك، وأحسن إلى المحسن، وأشد على المريب، وارفق بالعامة والخاصة فإن الرفق يمن.»
فقال له قيس : «أما قولك اخرج إليها بجند، فوالله لئن لم أدخلها إلا بجند آتيها به من المدينة لا أدخلها أبدا، فأنا أدع ذلك الجند لك تبعثهم في وجوهك.» فخرج قيس حتى دخل مصر في مستهل رجب سنة 37ه بسبعة من أصحابه، فصعد المنبر، وأمر بكتاب الخليفة فقرئ على أهل مصر بإمارته، ويأمرهم بمبايعته وإعانته على الحق، وقال: «الحمد لله الذي جاء بالحق، وأمات الباطل، وكبت الظالمين. أيها الناس، إنا قد بايعنا خير من نعلم بعد نبينا، فقوموا فبايعوه على كتاب الله وسنة رسوله، فإن نحن لم نعمل لكم بذلك فلا بيعة لنا عليكم.» فقام الناس وبايعوا واستقامت مصر، وبعث عليها عماله إلا خربتا، وفيها من قد أعظموا قتل عثمان، وعليهم رجل من بني كنانة اسمه يزيد بن الحارث، فبعث إلى قيس يدعوه إلى الطلب بدم عثمان، وكان مسلمة بن مخلد قد أظهر الطلب أيضا بدم عثمان، فأرسل إليه قيس: «ويحك أعلي تثب؟ فوالله ما أحب أن لي ملك الشام إلى مصر وأني قتلتك.» فبعث إليه مسلمة: «إني كاف عنك ما دمت على مصر.»
وكان معاوية لا يزال ساعيا على علي، فلما رأى مصر قد استقام أمرها خاف أن يقبل علي في العراق، وقيس في مصر؛ فيقع هو بينهما، فكتب إلى قيس: «سلام عليكم، أما بعد، فإنكم نقمتم على عثمان ضربة بسوط، أو شتيمة رجل، أو تسيير آخر، واستعمال فتى، وقد علمتم أن دمه لا يحل لكم، فقد ركبتم عظيما، وجئتم أمرا إدا، فتب إلى الله يا قيس، فإنك من المجلبين على عثمان، فأما صاحبك فإنا استيقنا أنه هو الذي أغرى الناس، وحملهم حتى قتلوه، وإنه لم يسلم من دمه عظم قومك، فإن شئت - يا قيس - أن تكون ممن يطالب بدم عثمان فافعل، وتابعنا على أمرنا، ولك سلطان العراقيين إذا ظهرت ما بقيت، ولمن أحببت من أهلك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان، وسلني ما شئت فإني أعطيك، واكتب إلي برأيك.»
فلما جاءه الكتاب أحب أن يرافعه، ولا يبدي له أمره، ولا يتعجل إلى حربه، فكتب إليه: «أما بعد، فإني لم أقارف شيئا مما ذكرته، وما اطلعت لصاحبي على شيء منه، وما ذكرت أن عظم عشيرتي لم يسلم، فأول الناس كان فيه قياما عشيرتي، وأما متابعتك فهذا أمر لي فيه نظر وفكرة، وليس هو مما يسرع إليه، وأنا كاف عنك، وليس يأتيك من قبلي ما تكرهه حتى ترى ونرى إن شاء الله تعالى.» فلما قرأ معاوية كتابه رآه متقاربا متباعدا فكتب إليه: «أما بعد، فقد قرأت كتابك فلم أرك تدنو فأعدك سلما، ولا تتباعد فأعدك حربا، وليس مثلي يصانع الخادع، وينخدع للمكايد، ومعه عدد الرجال، وأعنة الخيل، والسلام.»
فلما قرأ قيس الكتاب، ورأى أنه لا تفيد معه المرافعة والمماطلة؛ عمد إلى مكاشفته بما في نفسه، فكتب إليه: «أما بعد، فالعجب من اغترارك بي، وطمعك في، واستسقاطك إياي أتسومني الخروج عن طاعة أولى الناس بالإمارة، وأقولهم بالحق، وأهداهم سبيلا، وأقربهم من رسول الله
صلى الله عليه وسلم
Bog aan la aqoon