Taariikhda Masar ee Casriga ah: Laga soo bilaabo Fathiga Islaamiga ilaa Hadda iyadoo lagu daray Gorfayn ku saabsan Taariikhda Masar ee Hore
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Noocyada
فرجع عبادة إلى عمرو وأخبره بما كان، فاستشار أصحابه، فقالوا: «لا نجيبهم إلى شيء من الصلح ولا الجزية حتى يفتح الله علينا، وتصير الأرض كلها لنا فيئا وغنيمة كما صار لنا الحصن وما فيه.» فقال عمرو: «قد علمتم ما عهد إلي أمير المؤمنين في عهده فإن أجابوا إلى خصلة من الخصال الثلاث التي عهد إلي فيها أجبتهم وقبلت منهم مع ما قد حال هذا الماء بيننا وبين ما نريد من قتالهم» فوافقوه. (د) عهد الأمان للمصريين
فاجتمع عمرو والمقوقس، واتفقا على الصلح بأن يعطي الأمان للمصريين وهم يدفعون الجزية، وهاك نص الشروط:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم ودمهم وأموالهم وكافتهم وصاعهم ومدهم وعددهم، لا يزيد شيء في ذلك ولا ينقص، ولا يساكنهم النوب، وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف، وعليه ممن جنى نصرتهم، فإن أبى أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزية بقدرهم، وذمتنا ممن أبى بريئة، وإن نقص نهرهم من غايته إذا انتهى رفع عنهم بقدر ذلك، ومن دخل في صلحهم من الروم والنوب فله ما لهم وعليه ما عليهم، ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه ويخرج من سلطاننا، وعليهم ما عليهم أثلاثا في كل ثلث جباية ثلث ما عليهم، على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته وذمة رسوله وذمة الخليفة أمير المؤمنين وذمم المؤمنين، وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأسا، وكذا فرسا، على أن لا يغزوا، ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة. شهد الزبير وعبد الله ومحمد ابناه، وكتب وردان وحضر، هذا نص الكتاب.
ولما تم الصلح على هذه الصورة كتب المقوقس إلى ملك الروم كتابا يعلمه بالأمر كله، فكتب إليه ملك الروم يقبح رأيه، ويعجزه، ويرد عليه ما فعل، ويقول في كتابه: «إن ما أتاك من العرب اثنا عشر ألفا، وبمصر من بها من كثرة عدد القبط ما لا يحصى، فإن كان القبط كرهوا القتال، وأحبواء أداء الجزية إلى العرب واختاروهم علينا فإن عندكم بمصر من الروم وبالإسكندرية ومن معك أكثر من مائة ألف فارس معهم العدة والقوة، والعرب وحالهم وضعفهم على ما قد رأيت، فعجزت عن قتالهم ورضيت أن تكون أنت ومن معك من الروم في حال القبط أذلاء، فقاتلهم أنت ومن معك من الروم حتى تموت أو تظهر عليهم، فإنهم فيكم على قدر كثرتكم وقوتكم وعلى قدر قلتهم وضعفهم كأكلة. ناهضهم القتال، ولا يكن لكم رأي غير ذلك.» وكتب ملك الروم بمثل ذلك كتابا إلى جماعة الروم.
فأقبل المقوقس على عمرو فقال له: «إن الملك قد كره ما فعلت، وعجزني، وكتب إلي وإلى جماعة الروم أن لا نرضى بمصالحتك، وأمرهم بقتالك حتى يظفروا بك أو تظفر بهم، ولم أكن لأخرج مما دخلت فيه وعاهدتك عليه، وإنما سلطاني على نفسي ومن أطاعني، وقد تم صلح القبط مما بينك وبينهم، ولم يأت من قبلهم نقض، وأنا متم لك على نفسي، والقبط متمون لك على الصلح الذي صالحتهم عليه وعاقبتهم، وأما الروم فإنا منهم براء، وأنا أطلب إليك أن تعطيني ثلاث خصال؛ الأولى: ألا تنقض بالقبط وأدخلني معهم وألزمني ما لزمهم، وقد اجتمعت كلمتي وكلمتهم على ما عاهدتك عليه، فهم متمون لك على ما تحب، وأما الثانية: فإن سألك الروم بعد اليوم أن تصالحهم فلا تصالحهم حتى تجعلهم فيئا وعبيدا فإنهم أهل لذلك؛ لأني نصحتهم فاستغشوني، ونظرت إليهم فاتهموني، وأما الثالثة: فإني أطلب إليك إن أنا مت أن تأمرهم يدفنوني بجسر الإسكندرية.» فأجابه إلى ما طلب على أن يضمنوا له الجسرين جميعا، ويقيموا لهم الأنزال والضيافة والأسواق في طريقهم إلى الإسكندرية، ففعلوا وصارت القبط لهم أعوانا. (ه) وصف مصر
فأنفذ عند ذلك عمرو إلى الخليفة رسولا بكتاب يخبره بما تم بينه وبين المقوقس فأجابه منشطا، وسأله أن يصف له مصر فكتب إليه:
ورد إلي كتاب أمير المؤمنين - أطال الله بقاءه - ويسألني عن مصر، اعلم يا أمير المؤمنين أن مصر قرية غبراء، وشجرة خضراء ، طولها شهر، وعرضها عشر، يكتنفها جبل أغبر، ورمل أعفر، يخط وسطها النيل المبارك الغدوات، ميمون الروحات، تجري فيه الزيادة والنقصان لمجاري الشمس والقمر. له أوان يدر حلابه، ويكثر عجاجه، وتعظم أمواجه فتفيض على الجانبين، فلا يمكن التخلص من القرى بعضها إلى بعض إلا في صغار المراكب، وخفاف القوارب، وزوارق كأنهن المخايل ورق الأصايل. فإذا تكامل في زيادته نكص على عقبيه كأول ما بدأ في جريته، وطمى في درته. فعند ذلك تخرج ملة محقورة، وذمة مخفورة؛ يحرثون بطون الأرض، ويبذرون بها الحب؛ يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ما سعوا من كدهم، فناله منهم بغير جدهم. فإذا أحدق الزرع وأشرق، سقاه الندى وغذاه من تحت الثرى؛ فبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء إذا هي عنبرة سوداء، فإذا هي زمردة خضراء، فإذا هي ديباجة زرقاء، فتبارك الله الخالق لما يشاء، الذي يصلح هذه البلاد، وينيرها، ويقر قاطنها فيها أن لا يقبل قول خسيسها في رئيسها، وأن لا يستأدي خراج الثمرة إلا في أوانها، وأن يصرف ثلث ارتفاعها في عمل جسورها وتراعها. فإذا تقرر الحال مع العمال في هذه الأحوال تضاعف ارتفاع المال، والله تعالى يوفق في المبدأ والمآل. (و) فتح الإسكندرية سنة 20ه
ولما تم التعاقد بين المسلمين والقبط على ما تقدم هاجر جميع من كان بين هؤلاء من الروم إلى الإسكندرية. أما عمرو فأقام في الحصن حامية، وقام برجاله نحو الإسكندرية على نية الفتح، وسار معه جماعة من رؤساء القبط يصلحون له الطريق، ويقيمون الجسور والأسواق، وكانت خيام العرب مضروبة بين النيل والجبل على ما تقدم، فأمر عمرو بتقويضها والاستعداد للمسير، فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه، فقال: «لقد تحرمت بجوارنا أقروا الفسطاط حتى يطير فرخها» فأقروا الفسطاط في موضعه، وأوصى به صاحب القصر.
شكل 3-3: فسطاط عمرو بن العاص وقد عشش اليمام في أعلاه.
ولا يخفى ما كان لهذه الحادثة من التأثير الحسن في قلب من سمعها من الوطنيين فتركوها وساروا في سبيلهم قاصدين الإسكندرية، متخذين ضفة فرع النيل الغربي خطة مسيرهم، فلاقاهم في الطريق بعض من هاجر من منف من الروم، فقاتلوهم يسيرا، وكان من هؤلاء فئة تحصنت في كوم شريك، وأخرى في مريوط، فتغلب عليهما عمرو واحتلهما. أما القبط فكانوا أعوانا للمسلمين في كثير من احتياجاتهم حسب أمر المقوقس، فلما بلغ ذلك جماعة الروم في الإسكندرية اشتد غيظهم، فأصروا على الحرب، وأخذوا يعدون مهمات الدفاع.
Bog aan la aqoon