Taariikhda Masar ee Casriga ah: Laga soo bilaabo Fathiga Islaamiga ilaa Hadda iyadoo lagu daray Gorfayn ku saabsan Taariikhda Masar ee Hore
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Noocyada
ومن ملوك هذه العائلة «أوسرتسن الثاني» ويسميه مانيثون «سيزوستريس» ترك آثارا كثيرة قلما يستفاد منها شيء عن تاريخه، وغاية ما علم منها أن مملكة مصر كانت في عصره محافظة على شوكتها متسعة النطاق.
ومن ملوكها أيضا «أوسرتسن الثالث» وكان رجلا حازما مقداما، واشتهر بهذه الصفات فارتفعت منزلته في قلوب الأهلين فعبدوه، ومن أعماله: أنه جرد على السودان (أثيوبيا) وما وراءها لتوسيع نطاق مملكته، وشاد في وادي حلفا قلاعا منها قلعتان تعرفان الآن «بقمنة» و«سمنة» لمنع الأعداء من مصر لا تزال تشاهد في أطلالهما الجدران الشامخة والبروج العالية والخنادق، وكان في داخلها معابد وعدة مساكن دمرت الآن.
وقد وجد الباحثون حجرين كانا منصوبين على حدود مصر الجنوبية. ذلك ما فهم مما هو مكتوب عليهما، وبعد وفاة هذا الملك بخمسة عشر قرنا أي في عصر العائلة الثامنة عشرة شاد «تحوتمس الثالث» معبدا في سمنة، وكتب عليه ابتهالات كان يتلوها المصريون في ذلك الحين، ولهذا الملك هرم في دهشور.
ومن ملوك هذه العائلة «أمنمحعت الثالث» ولهذا الملك يد بيضاء في أمر النيل وفيضانه في إقليم الفيوم، وذلك أن للنيل - كما لا يخفى - ارتفاعا معلوما إذا بلغه كان غيثا وحياة لأرض مصر، وإذا زاد عنه كان ضربة ودمارا فتسقط الجسور وتغرق البيوت، وإذا نقص لا تكون مياهه كافية للري فيخشى من المجاعة. فلما علم هذا الملك بذلك هم بتدارك الأمر. فرأى في الصحراء الغربية من مصر بادية شاسعة الأطراف يمكن غرسها واستغلالها، تعرف الآن بوادي الفيوم، يفصلها عن وادي النيل الأصلي برزخ قليل الارتفاع، وفي وسط تلك البادية بقعة من الأرض تكاد لا تزيد ارتفاعا عن أراضي وادي النيل تبلغ مساحتها عشرة ملايين من الأمتار المربعة، وبجانبه الغربي أرض منخفضة ذات اتساع عظيم تغمرها مياه البحيرة الطبيعية المعروفة الآن ببركة قارون «أو القرون» طولها يزيد عن عشرة فراسخ، فأمر بحفر ترعتين توصلان النيل بتلك البقعة؛ إحداهما : كانت تبتدئ من النيل بجانبه الغربي، وتجري بمحاذاة بحر يوسف الحالي، والأخرى: كانت تجري شمالا، وهاتان الترعتان تلتقيان وتصبان في تلك البقعة الفسيحة، وجعل عند ملتقاهما قناطر بحواجز تسد وتفتح حسب اللزوم. فكانت تلك البقعة بصفة حوض عظيم تجتمع فيه مياه النيل عند فيضانه عرفت ببركة موريس.
فإن كانت زيادة النيل أقل من احتياج الأرض انصرف إليها من مياهه ما يسد احتياجها، وإذا كانت أكثر من الحاجة صرف ما يزيد إلى ذلك الحوض، فإن طفح ماؤه انصرف إلى بحيرة قارون بواسطة حواجز تسد وتفتح على قدر الحاجة، وكانت الحكومة في كل سنة قبل ارتفاع النيل تنتدب من يسير إلى النوبة؛ لاستكشاف مقدار زيادته في جهة سمنة وقمنة، وفي تلك الجهات الآن كتابات هيروغليفية تشير إلى شيء من ذلك.
وكان في وسط بركة موريس هرمان في كل منهما تمثال، وأصل كلمة موريس «مري» ومعناها في اللغة المصرية بحيرة، وليس كما زعم اليونانيون من أنها دعيت بذلك نسبة إلى اسم أحد الفراعنة، وأصل كلمة الفيوم «بايوم» ومؤاداها باللغة المصرية: بلد البحر.
وإلى شرقي بحيرة موريس بناء هائل يعرف باسم «لابرانتا» واسمه بالمصرية «لابوراحونت» أي معبد فم البحر، بناه هذا الملك لاجتماع مجلس الأعيان من الكهنة، وفي هذا البناء رحبات إلى كل من الجانبين فيها من الغرف نحو من ثلاثة آلاف غرفة، ويحيط بالبناء من الخارج سور عليه نقوش.
أما بركة موريس فقد جفت، ولم يعد لها أثر الآن. أما موقعها فقد اختلف المهندسون في حقيقته، ومن رأي المستر كوب وايتهوس أنه واقع في واد وسيع إلى جنوبي بركة قارون بعرض 40 48° و30 29° شمالا، وهو المعروف الآن بوادي الريان، وقد اقترح وايتهوس على الحكومة المصرية أن تتخذ هذا الوادي مذخرا لماء النيل كما كان قديما.
وامتدت حدود مملكة هذه العائلة إلى بلاد النوبة، وكان بينها وبين ليبيا الشمالية وآسيا علاقات تجارية محورها ما بين بني سويف وأهناس المدينة، وبسبب هذه العلاقات تعلم المصريون من الليبيين علم الرياضة الجسدية (الجمباز) أما صناعة البناء في أيام هذه العائلة فقد كانت من الإتقان والتفنن على غاية حتى قيل إن معظم الأعمدة الحلزونية الشكل في الآثار المصرية إنما من مصنوعات هذه العائلة. (2-2) العائلة الثالثة عشرة الطيبية (حكمت من سنة 3473-3020ق.ه/2851-2398ق.م وعدد ملوكها 87)
من ملوك هذه العائلة «سبك حتب الثالث» له آثار كتابية على صخور شامخة صعبة التسلق عند ضفة النيل بقرب سمنة مفادها أن ماء النيل بلغ هذا الارتفاع في السنة الثالثة من حكم الملك سبك حتب الثالث، وأوطأ جزء من هذه الكتابة يعلو أعلى نقطة يبلغها النيل عند ارتفاعه في هذه الأيام بنحو سبعة أمتار، وذلك من الأدلة على أن النيل كان أكثر ارتفاعا في الأعصر الخالية منه في هذه الأيام بما يستحق الاعتبار، وهذه العائلة على كثرة عدد ملوكها قل ما يعرف عنها، ويظن مارييت أن أكثر آثارها مردوم في أسيوط.
Bog aan la aqoon