241

Taariikhda Masar ee Casriga ah: Laga soo bilaabo Fathiga Islaamiga ilaa Hadda iyadoo lagu daray Gorfayn ku saabsan Taariikhda Masar ee Hore

تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم

Noocyada

فتولى مشيخة البلد شركس بك، واستولى ذو الفقار على جميع ممتلكات إسماعيل بك ونسائه حسب وعد الباشا، فأصبح رجلا عظيما يشار إليه بالبنان، وفي حوزته مئات من المماليك، فخافه شركس بك وأخذ يسعى في إذاقته ما أذاقه لإسماعيل بك. فعلم ذو الفقار بتلك الدسائس فجمع إليه رجاله وفيهم عدة من الرجال العثمانيين، وهجم على شركس بك فجرت واقعة لم يستطع رجال شركس الثبات فيها أكثر من ربع ساعة فقتل معظمهم وفر الباقون وزعيمهم معهم يطلبون الصعيد، وهو الملجأ الوحيد للبكوات المغضوب عليهم. (13-3) ذو الفقار بك

فتولى ذو الفقار مكانه مع لقب بك بعد أن أقر الباشا على ذلك، وأصبح ذو الفقار عدوا لأترابه البكوات وعلى الخصوص لأبي دفية (سمي بذلك؛ لأنه كان يتشح برداء كبير يقال له: دفية)، ثم أنبئ ذو الفقار بك أن أبا دفية ساع في إهلاكه، وحاول ذلك مرارا ولم ينجح. أما شركس بك فجمع دعاته في الصعيد وسار بهم نحو القاهرة، فأرسل ذو الفقار بك عثمان كاشف أحد كبار قواده في فرقة من المماليك لمحاربته، فتقهقر شركس ورجاله مرارا حتى لحق ببلاد البربر.

فسكر ذو الفقار من خمرة النصر، وأخذ في الانتقام من البكوات الذين في القاهرة وقتل منهم من يظن فيه الانتماء إلى شركس بك، وهم كثيرون، فاتحد من بقي حيا منهم مع رئيس الشرطة والآغا رئيس الإنكشارية، وبعثوا إلى شركس بك بما كان من فعلة ذي الفقار، وتعاهدوا جميعا على محاربته، وانضم إليهم مصطفى القرد - وكان من أعداء ذي الفقار - ومعه جماعة من الرجال الأشداء. فقدم شركس بك إلى القطر المصري، فعلم ذو الفقار بذلك فجمع إليه العلماء والمشايخ وشاورهم في الأمر، فأجمعوا على عدم مناسبة الهجوم في تلك الحال إلا إذا تأكد الفوز، فلم يصغ لمشورتهم فأرسل عثمان بك أحد قواده لمحاربة شركس بك، فحصلت بينهما واقعة قتل فيها مصطفى القرد وغرق شركس بك في النيل وهو يحاول الفرار. فبعث عثمان بك برأسيهما إلى ذي الفقار. أما هذا فلم يهنأ بذلك النصر؛ لأنه قتل بعد قتل عدوه شركس بيومين بمكيدة أعدها له البكوات في القاهرة. وذلك أنهم ألبسوا واحدا منهم دفية، وجاءوا به إلى بين يدي ذي الفقار وقالوا له: «هذا أبو دفية قد جعله الله في أيدينا.» وكانوا قد جعلوا تحت دفيته عيارين ناريين. فلما وقف بين يديه أطلقهما عليه دفعة واحدة فسقط ذو الفقار مضرجا بدمائه في وسط ديوانه سنة 1142ه، فعلم عثمان بك بما أصاب رئيسه، فهرع للأخذ بثأره فدخل القاهرة وجعل يفتك بمن يصادفه في طريقه فخافه الجميع.

ثم إن محمد بك أحد البكوات الذين كان يترقبهم عثمان بك رأى منصب مشيخة البلد خاليا فطمع فيه، فعاهد صديقه صالح كاشف على أن يقتلوا من بقي من زملائه البكوات بمكيدة ينصبها لهم. فأدب محمد بك مأدبة فاخرة دعاهم إليها فلبوا دعوته، ثم علموا بمكيدته فقاوموه مقاومة شديدة وتمكنوا من قتله. فيئس صالح كاشف من مرامه ففر إلى القسطنطينية بعد أن شاهد رءوس البكوات ملقاة على الطريق أمام جامع الحسين. ثم عقب هذه القلاقل ضربة أشد وطأة؛ نعني الوباء الذي أصاب مصر في تلك السنة ويدعى طاعون الكي، فإنه انتشر في البلاد انتشارا سريعا وفتك بالعباد فتكا ذريعا. ورافق كل هذه الضربات خلع السلطان أحمد الثالث في جمادى الأولى سنة 1143ه.

وترى في شكل

1-18

صورة النقود الذهبية للسلطان أحمد بن محمد مضروبة في القاهرة بتاريخ سنة 1115ه.

شكل 1-18: نقود السلطان أحمد بن محمد. (14) سلطنة محمود بن مصطفى (من سنة 1143-1168ه/1730-1754م)

وبعد عزل السلطان أحمد بويع ابن أخيه محمود بن مصطفى خان وهو السلطان الرابع والعشرون من بني عثمان، ويدعونه محمودا الأول، وبقي هذا على كرسي السلطنة خمسا وعشرين سنة. أما الباشوات الذين تولوا مصر في أيامه فلم يكونوا أكثر أهلية من أسلافهم، وكانت الأحكام قائمة بمشايخ البلد، ولهم الحل والعقد لا يستطيع الباشوات معارضتهم في شيء. (14-1) مشيخة عثمان بك

فبعد قتل ذي الفقار بك تولى مكانه عثمان بك المتقدم ذكره، فرقى كثيرين من مماليكه إلى رتبة البكوية؛ ليقوموا مقام الذين هلكوا بالحوادث الأخيرة. وكان عثمان بك عادلا حازما ولكنه كان صارما لا يراعي في تنفيذ العدل جانبا، فعلم مرة أن أحد بكواته سعى في إقليمه ظلما فاستدعاه إليه فتحقق ارتكابه فقطع رأسه. ويحكى عن عثمان بك حوادث كثيرة تشير إلى حزمه واستقامته وقسطه، لا بأس من ذكر بعضها على سبيل المثال.

Bog aan la aqoon