Taariikhda Masar ee Casriga ah: Laga soo bilaabo Fathiga Islaamiga ilaa Hadda iyadoo lagu daray Gorfayn ku saabsan Taariikhda Masar ee Hore
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Noocyada
وفي أواخر شوال من السنة التالية ثارت عليه الجيوش، واجتمعوا في برج سيد أحمد البدوي، وتحالفوا أن لا يوافقوه على إلغاء الضرائب غير العادلة التي كانت مضروبة على القطر إلى ذلك العهد. ثم اختاروا من بينهم رئيسا ولوه عليهم سلطانا، وتقاسموا مصر إلى أقسام تولى كل واحد منهم إثارة الشغب والنهب في قسم منها، فانتشرت تعدياتهم في جميع الدلتا. فلما علم محمد باشا بذلك جمع السناجق والجاويشية والمتفرقة وسار بهم تحت قيادته لردع العصاة في 9 ذي الحجة سنة 1017ه، وأخذ معه ستة مدافع، وانضم إليه كثير من مشايخ قبائل العرب، وفي الليلة التالية عسكر الجميع في بركة الحج.
وفي الصباح هاجموا العصاة في الخانقاه فضيقوا عليهم بالنيران، فاضطر أولئك إلى التسليم فأخذ عليهم الباشا عهودا؛ أولها: أن يسلموا إليه سلطانهم وكبار رؤسائهم ووعدهم بالتأمين على حياتهم، فقبلوا وسلموا الرؤساء وعددهم نحو 77 فأمر بقتلهم حالا، ثم جرد الباقين من سلاحهم فتفرقوا فتعقبهم رجال الباشا، وقتلوا من ظفروا به منهم. فلما رأى قاضي العسكر محمد أفندي الملقب بختي زاده ما كان يحصل من أمثال هذه المذابح يوميا، نصح للباشا أن ينفي كل من يقبض عليه منهم إلى اليمن ففعل، وكانت النتيجة حسنة وبطلت التعديات.
ولما ارتاح محمد باشا من تلك الثورات أخذ في إصلاح الإدارة المالية، فتفحص بنفسه النفقات التي كانت تدفع من الخزينة، واقتصد منها كل ما لم يكن ضروريا. ثم نظر إلى الضرائب فأبطل طريقة المماليك الشراكسة فيها، واتبع القوانين التي صدرت سنة 932ه في زمن السلطان سليمان القانوني، ثم نظم المكوس وعدلها، ولم يكن يكلف نفسا إلا وسعها، فإذا رأى أرضا لا تقوى على القيام بما فرض عليها من المكوس تنازل لها عنه وساعدها في إحياء مواتها. ولما برح مصر نال من المكافآت والإنعامات ما لم ينله أحد من أسلافه في مصر. وتولى بعده محمد باشا الملقب بالصوفي، وكان يحب العلماء ورجال الفضيلة، وكان ورعا حليما عفيفا لم يقبل رشوة ولم يأت ظلما، إلا أنه كان ملوما لزيادة ضعفه بما يتعلق بمحبوبه يوسف الذي كثيرا ما تعدى حدوده.
وفي سنة 1022ه أرسل الصدر الأعظم عشرة آلاف جندي إلى اليمن لإخماد ما كان ثائرا من الشغب هناك، وأرسلت الفرقة المذكورة عن طريق مصر ومعها أمر سام إلى الباشا بدفع النقود اللازمة لها وتشييع الحملة إلى اليمن، فلما وصلت الجيوش إلى مصر وعلموا بما ورد من الأوامر بشأنهم ادعوا أنهم جاءوا ليقيموا في مصر ولم يذعنوا لأوامر الباشا بالسفر، فاتخذوا لهم منازل في مخازن باب النصر وطردوا بعض أصحابها منها، فاجتهد الباشا أن يحملهم على التسليم بالأوامر الواردة إليه بشأنهم، فذهب سعيه باطلا، وأقاموا المتاريس في أبواب الحارة، وأقفلوا باب النصر ونصبوا المدافع في برجيه؛ فاضطر الباشا إلى محاصرتهم بكل ما لديه من الوجاقات والمدافع، فتمكن الأمير عابدين بك من الدخول إلى حصنهم من باب في المدرسة المدعوة بالجانبلاطية، فخاف العصاة وسلموا، ففرق فيهم الباشا نحو ثمانين كيسا وسافروا.
وبعد يسير أقيل محمد باشا الصوفي فاعتزل في قبة العدلية، ولم يبرحها إلا بعد أن علم بوصول خلفه أحمد باشا دفتردار مصر سابقا إلى الإسكندرية، ثم جاء القاهرة ودخلها بموكب حافل. وبينما هو بموكبه في المدينة رماه بعض الناس بحجر من سطح بعض البيوت فكسر الهلال الذي كان فوق عمامته ولم يؤذه ، فأمسك الفاعل فاعترف بذنبه فقتل في ذلك المكان.
شكل 1-15: سبيل السلطان أحمد بالأستانة.
وفي محرم سنة 1025ه ورد إلى الباشا المذكور أمر من الأستانة أن يرسل ألفا من جنود مصر لتنضم إلى الجيش العثماني الذاهب لمحاربة الفرس، فأرسلهم تحت قيادة صالح بك أمير الحج فساروا على أتم نظام، ومروا بالمديريات، ولم يشعر الأهالي بمرورهم لما كان لهذا الباشا من النفوذ، وما أقامه في مصر من النظام، مع إعطائه الجيوش حقهم من المرتبات. ولم يكن يتيسر قبل ذلك مرور مائة رجل بمقاطعة واحدة ما لم ينهبوها. فالتقت هذه الفرقة بالجيش العثماني في الخانقاه وانضمت إليه، ولما ودع الباشا عساكره فرق فيهم المال فأصاب الواحد منهم 20 دينارا على الأقل.
وكانت مدة حكم أحمد باشا سنتين وعشرة أشهر واثني عشر يوما، ولم يقتل في أثنائها أكثر من عشرة أشخاص ارتكبوا أمورا استوجبوا من أجلها القتل، ولم يكن يحكم على أحد إلا بعد البحث الدقيق واستماع تقارير الدعوى من الطرفين. (8) سلطنة مصطفى بن محمد ثم عثمان بن أحمد ثم مصطفى بن محمد ثانية (من سنة 1026-1032ه/1617-1623م)
وفي يوم الأربعاء 23 ذي القعدة سنة 1026ه توفي السلطان أحمد الأول، وبويع أخوه السلطان مصطفى الأول، ويوم مبايعته استبدل أحمد باشا بمصطفى باشا لفغلي. لكن السلطان مصطفى لم يمكث على عرش السلطنة إلا ثلاثة أشهر وثمانية أيام. وفي يوم الأربعاء 3 ربيع أول سنة 1027ه خلفه ابن أخيه أبو النصر عثمان. أما الوزير مصطفى باشا فلم يبق على مصر بعد خلع السلطان الذي ولاه إلا بضعة أشهر؛ لأنه سهل النفوذ لذويه في الأحكام فنشأت ثورة عسكرية في 7 شوال سنة 1027ه، فقتل الثائرون عددا كبيرا من الأمراء والآغوات وغيرهم من الكبراء، واضطر الباقون إلى الفرار، ولم يسكن الاضطراب إلا بعزل مصطفى باشا بأمر السلطان عثمان. فتولى مكانه الوزير جعفر باشا، وهذا لم تطل حكومته أكثر من خمسة أشهر ونصف. وكان محبا للعلم والعلماء يجمع إليه رجال الأدب، ويكرم مثواهم، ولم يهتم كل تلك المدة إلا بما فيه منفعة البلاد وراحة العباد.
وظهر في أيامه وباء انتشر في مصر، وفتك بأهلها فتكا ذريعا من غاية ربيع أول سنة 1028ه إلى غاية جمادى الثانية من السنة المذكورة، وقد لوحظ أن معظم الذين ماتوا بهذا الوباء شبان بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين أعمارهم، وبلغ عدد من توفي بسببه 365000 نفس.
Bog aan la aqoon