Taariikhda Masar ee Casriga ah: Laga soo bilaabo Fathiga Islaamiga ilaa Hadda iyadoo lagu daray Gorfayn ku saabsan Taariikhda Masar ee Hore
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Noocyada
واستوزر أيبك شخصا من نظار الدواوين يدعى شرف الدين هبة الله بن صاعد الفائزي أحد كتاب الأقباط، وكان قد أسلم من أيام الملك الكامل، وترقى في الكتابة، وكان طبيبا للسلطان الأيوبي الخامس مشهورا بالطب والسياسة، فلما صار وزيرا قرر على التجار وذوي اليسار وأرباب العقاقير أموالا، ورتب مكوسا وضمانات سموها حقوقا ومعاملات.
ولما استتب المقام لأيبك، وتخلص من المماليك الصالحيين وغيرهم ممن كانوا ينازعونه الملك حسب الجو قد خلا له، وما دري أن شجرة الدر لا تزال واقفة له بالمرصاد بعد أن صارت له زوجة، فكانت تحول دون كثير من مقاصده، ولم يكن يجسر على مقاومتها مع علمه باستقالتها من مهام الملك، على أنه لم يستطع احتمال هذا التقييد والسلطان في يده، وهي تمن عليه بأنها سبب وصوله إلى ذلك المنصب، فجعل يبحث عن طريقة تنقذه من هذه القيود مع علمه أن مكايدة النساء أشد وطأة من ملاقاة الرجال. فادعى أنها عقيمة لا يرجو منها نسلا فاقتنى عليها سراري أخريات فولدت له إحداهن ولدا دعاه نور الدين علي، ثم بلغها أنه ساع في التزوج بابنة بدر الدين لولو ملك الموصل، وكان قد أمسك عن زيارتها فاشتعلت حسدا؛ لعلمها أن هذه الزوجة الأخيرة من بنات الملوك فخافت أن تحل محلها من العظمة فأقرت على الكيد به.
وكانت شجرة الدر صعبة الخلق شديدة الغيرة قوية البأس سكرانة من خمرة العجب، فلما ضايقت أيبك نزل من القلعة وهو غضبان فبعثت تتلطف به حتى عاد إلى القلعة فلاقته، وقامت إليه، وقبلت يديه على غير عادة منها، وكانت قد أضمرت له السوء، فندبت له خمسة من الخدم الخصيان الروم، وقالت لهم: «إذا دخل الحمام فاقتلوه.» فلما طلع إلى القلعة اصطلح مع شجرة الدر وتراضيا، ثم دخل الحمام فلما صار هو وشجرة الدر هناك دخل عليه أولئك الخدم وبأيديهم السيوف، فقام أيبك وقبل يد شجرة الدر، واستغاث بها فقالت للخدم: اتركوه، فأغلظ عليها بعض الخدم في القول، وقال لها: «إن تركناه فلا يبقي عليك ولا علينا.» فقتلوه في الحمام خنقا، وقيل ربطوا محاشمه بوتر وجذبوه حتى مات. فلما حملوه وأخرجوه من الحمام أشاعوا أنه قد أغمي عليه في الحمام فوضعوه على فراش الحمام، وأشاعت أنه مات مصروعا، وكان أيبك ظلوما غشوما سفاكا للدماء.
ولم تجسر شجرة الدر على تعاطي الأحكام بنفسها خوفا من الإيقاع بها فجاءت بخاتم الملك إلى أميرين من كبار الأمراء، وطلبت إليهما أمام جثة زوجها أن يستلما زمام الأحكام فأبيا، وكان قتل أيبك في داخل السراي ليلا، ولم يشع الخبر في القاهرة إلا الصباح التالي. فلما علم أصحابه من المماليك بما حل به أضمروا الانتقام، وكان سن ابنه نور الدين علي 15 سنة فبايعوه، ولقبوه بالملك المنصور.
وكانت مدة أيبك في الأحكام عشر سنوات وأحد عشر شهرا شاد في خلالها بنايات عظيمة، وفي جملتها مدرسة دعاها المدرسة المعزية نسبة إليه بناها على ضفة النيل في مصر القديمة، وربط لها دخلا مخصوصا للنفقة عليها، وهو أول من أقام من ملوك الترك بقلعة الجبل. (4) سلطنة نور الدين علي بن أيبك (من سنة 655-657ه/1257-1259م)
فالملك المنصور حالما بويع قبض على قاتلة أبيه، وعهد بها إلى نساء بيته فأماتوها ضربا بالقباقيب على رأسها، وطرحوا جثتها في خندق القلعة فأكلت الكلاب نصفها، ودفن النصف الباقي قرب مدفن السيدة نفيسة.
فانتهت حياة هذين الخادعين شجرة الدر وأيبك - كما رأيت - فجوزي كل منهما بما فعل؛ لأنهما قتلا الملك المعظم. أما نور الدين علي فلم يحكم إلا مدة قصيرة تحت مناظرة وصيه شرف الدين هبة الله المتقدم ذكره.
وكان نور الدين قد استقر بالأمير سيف الدين قطز المعزي نائب السلطنة بمصر وأتابك العساكر، وكان قطز شديد البأس صعب الخلق؛ فقبض على الوزير شرف الدين هبة الله وصادره، وأخذ جميع أمواله، ثم صلبه على باب القلعة، وخلع على القاضي زين الدين يعقوب بن الزبير، واستقربه وزيرا عوضا عن هبة الله.
وفي أيام هذا السلطان بمصر هجم هولاكو التتري على مدينة بغداد، وقتل الخليفة المستعصم بالله وخرب بغداد، ووصل الخبر إلى مصر أنه حامل على بلاد الشام ومصر فخافوا، وعقد قطز مجلسا من العلماء والقواد، وأقروا فيه أن الحالة تقتضي أن يتولى السلطنة رجل حازم. فأنزلوا نور الدين في 4 ذي القعدة سنة 657ه بعد أن حكم سنتين، وبايعوا سيف الدين قطز، وكان نور الدين طائش العقل يلعب بالحمام مع الغلمان. (5) سلطنة المظفر سيف الدين قطز (من 657-658ه/1259-1260)
وسيف الدين هذا شريف الأصل من عائلة ملوكية خلافا لسلفه فهو ابن مودود شاه ابن أخي ملك خراسان فتح التتر بلاده فتشتت أسرته، ولما تولى سلطنة مصر لقب بالملك المظفر، وحالما استوى على السلطنة قبض على نور الدين، وأمر بقتله فحاول وصيه شرف الدين المدافعة عنه فصلبه عن باب القلعة.
Bog aan la aqoon