Taariikhda Mayurqa
تاريخ ميورقة
Noocyada
خبر الوالي بعد انقضاء حربه إلى أن صار إلى جزاء ربه
هذا الرجل كان بالجزيرة قد استبد بإمارتها، واحتوى على فلاحتها وتجارتها، وعني بجمع المال الجم، ولم يخرجه في وجه من وجوه البر والإثم، وفارق شهواته غير هذه الشهوة (1)، وظن أنه جمع من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة (2). والنصارى أهل جزاف يقبلون محالا، ويقولون إن المسلمين أكثر أهل الأرض مالا، فلما حصل عندهم لم يشكوا أن في ورقه وعينه وفاء بوسق مراكبهم، وأن المشاهد منهما والغائب يصل إلى شاهدهم وغائبهم (3).
فقالوا له أين الكنوز، وجوزوا من كثرتها ما يحكم العقل بأنه لا يجوز، ولم يجدوا له من ذلك العدد الدثر
لعمري لقوم قد ترى في ديارهم
مرابط للأمهار والعسكر الدثر
(4)، إلا مقدار الثمن فيما باع مدة الحصر، فأسلموه إلى العذاب المهين، وظنوه/ 48/ بالعين عين الضنين، وجمعوا له عداوة المنع إلى عداوة الدين. وعاش خمسة وأربعين يوما في
لعمري لقوم قد ترى في ديارهم
مرابط للأمهار والعسكر الدثر
Bogga 136