Taariikhda Masraxa
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Noocyada
وفي عام 1951 كتب عبد الرحمن صدقي، مقالة كبيرة تحت عنوان «المسرح العربي»، أرخ فيها للحركة المسرحية في مصر منذ افتتاح الأوبرا الخديوية عام 1869، حتى وقت كتابة المقال عام 1951. وقال صدقي في هذه المقالة: «كانت بداية المسرح في مصر الحديثة في الشطر الثاني من القرن التاسع عشر على عهد الخديو إسماعيل. فبأمر هذا المجدد العظيم، كان بناء دار الأوبرا عام 1869 ... ثم كان على يديه مطلع التمثيل العربي ... عام 1876 حين وفدت فرقة للتمثيل العربي من لبنان قوامها سليم النقاش وأديب إسحق ويوسف خياط، فأمدها الخديو بالمال، ورخص لها بدار الأوبرا زمنا في كل عام لتقدم رواياتها للجمهور المصري.»
65
ويجب أن نلاحظ أن عبد الرحمن صدقي في ذلك الوقت، كانت له مكانة مسرحية كبيرة، كوكيل لدار الأوبرا، بما تحويه من مكتبة تراثية، تحمل بين جنباتها أنفس الكتب والوثائق المسرحية. هذا بالإضافة إلى مكانته الأدبية كأديب وكاتب وشاعر.
وبعد هذا المسح لمعظم الأقوال التي أرخت لبداية المسرح العربي في مصر - منذ عام 1870، أي منذ بدأ صنوع نشاطه المسرحي، تبعا لأقواله - نستطيع أن نقول: إن نشاط صنوع المسرحي في مصر يحيطه الشك من كل جانب، ذلك الشك الذي يكاد أن يصل بنا إلى حد إنكار صنوع كمسرحي، وكفى بنا أن نستقرأ هذا المسح مرة أخرى، لنرى أن أقوال المصادر والدوريات والمؤرخين والمسرحيين وأصدقاء صنوع أنفسهم، لم تثبت ذلك النشاط المسرحي لصنوع، ولو بإشارة واحدة. هذه هي الحقيقة الغائبة لهذا الرائد المسرحي الأسطوري.
ولكي نثبت هذه الحقيقة الغائبة، يجب علينا أن نناقش بالنقد والتحليل، الحقيقة المعلنة والمتداولة في كتب ودراسات النقاد، والتي أقرت بوجود صنوع كرائد للمسرح العربي في مصر. وهذه الحقيقة الراسخة حتى الآن ، حمل لواءها مجموعة من الكتاب، أطلقت عليها: «نقاد مسرح يعقوب صنوع». (3) نقاد مسرح يعقوب صنوع
يعتبر الفيكونت فيليب دي طرازي - كما قلنا فيما سبق - أول من كتب عن يعقوب صنوع، وأدخله في تاريخ المسرح العربي. وإن ما كتبه كان الأساس في كل ما كتب عن صنوع بعد ذلك، لدرجة أن بعض الدوريات كانت تكتب عن صنوع من خلال معلومات طرازي نفسه، دون أية إضافة
66
حتى عام 1953، عندما كتب د. إبراهيم عبده أول كتاب عن صنوع بعنوان «أبو نظارة إمام الصحافة الفكاهية المصورة وزعيم المسرح في مصر».
67
وهذا الكتاب يعد من أهم الكتب التي كتبت عن صنوع كمسرحي؛ لأن مؤلفه استطاع أن يحصل على الصحف والوثائق الكاملة الخاصة بصنوع، بالإضافة إلى مذكراته المخطوطة من ابنته. وفي ذلك يقول: «... وقد شملتني السيدة لولي صنوع بعطفها، ومنحتني مجموعة والدها الصحفية كاملة غير منقوصة ... فضلا عما أهدتني من وثائق وصور وكتب مخطوطة متصلة بهذا الموضوع، تكمل تاريخ أبي نظارة وتجعله حيا قويا جديرا بالنشر في أوسع نطاق وفي مقدمة ذلك تاريخه الذي كتبه عن نفسه بخط يده.»
Bog aan la aqoon