ذكر نزول التتر على قلعة البيرة
لما عاد البرواناة وتقونوين ومن كان معهما من عند أبغا إلى بلاد الروم ، لم يلبث بهم المقام إلى أن ورد عليهم أمر أبغا بخروج البرواناة ومن في البلاد من عساكر المغل والروم وينزلوا على قلعة البيرة ففعلوا ، ورحلوا قاصدين البيرة فنزلوا عليها يوم الخميس اثامن من جمادى الآخرة ، وكانت عدة العساكر ثلاثين ألفأ منها خمسة عشر ألفا من المغل مقدمهم تابشي وأتباي نوين وكان مقدم عساكر الرم معين الدين البرواناة ومقدم عسكر ماردين وميافارقين شرف الدين عبد الله اللاوي ، وكان معهم من عساكر الموصل وشهرزور والعراق طوايف . فلما وصلوا إليها ونزلوا عليها نصبوا ثلاثة وعشرين منجنيقا من سبعين منجنيق كانوا استصحبوها معهم . ومن غرايب ما يحكى أنهم نصبوا منجنيقا فرنجيا وكان الرامي به مسلما ، ونصبوا من قلعة البيرة عليه منجنيقا ليكسروه به ، فلم تصبه الحجر وكانت تقع زايدة عنه فقال له الرامي االمسلم : "لو قطع الله من ساعدك ذراعا كان أهل البيرة يستريحون منك لقلة معرفتك " . ففهم الرامي الذي بالقلعة إشارته ، فقطع ذراعا من ساعد المنجنيق ورمىبه، فأصاب المنجنيق فكسره ، وخرج أهل البيرة في الليل وأحرقوا المنجنيقات وكبسواالعسكر فقتلوا ونهبوا ثم عادوا.
Bogga 124