ذكر اعتقال قاآن بن الملك المعز [أيبك]
في يوم السبت العاشر من ذي القعدة حضر متولي القرافة إلى الأمير سيف الدين متولي مصر ، وأخبره أن شخصا دخل إلى تربة الملك المعز ، وجلس عند القبر باكيا فسأله من بها عن شأنه ، فأخبرهم أنه قاآن بن الملك المعز ، وكان قطز قد نفاه مع أخيه المك المنصور علي إلى بلاد الأشكري ، لما ملك ، فأحضر وقيد ، ثم طولع به مولاناالسلطان ، فاستدعى به ، فلما حضر بين يديه سأله عن أمره ، فذكر له أن له في البلاد نحو ست سنين يتوكل الأجناد فطلب منه من يعرفه ، فأخبر أن رجلا معتقلا بالإسكندرية كان يتردد إلى بلاد الأشكري ، فتقدم بإحضاره واعتقال قاآن ، فحبس في حبس اللصوص في مصر ، وحنا عليه بعض مماليك أبيه فأجرى عليه نفقة ، فرعي أجله . وفي رابع هذا الشهر أفرج مولانا السلطان عن الأمير سيف الدين بكتوت الجوكان دار ....
ذكر وفاة السلطان عز الدين صاحب بلاد الروم
فيها توفي في سوداق من بلاد الترك ، السلطان عز الدين كيكاووس بن السلطان غياث الدين كيخسرو بن السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قليج رسلان بن مسعود بن قليج رسلان بن سليمان بن قطلمش بن أتسز بن إسراييل بن سلجوق بن دقاق السلجوقي . وكان مولده في سنة ست وثلاثين ، وقد تقدم شرح بعض أحواله فيما تقدم مفصلا . وأنه لما تغلب أخوه ركن الدين قليج رسلان على مملكة الروم هرب بجماعة امن خواصه واهله واستصحب معه مالأ وذخاير ، وقصد فسطنطينية . فلما حل بها خافه ملكها فقبض عليه وحبسه في بعض قلاعه ، ولم يزل محبوسا بها إلى آن بعث بركة عشرين آلف فارس إلى بلاد صاحب قسطنطينية ، فأغاروا عليها من ساير نواحيها فراسلهم في طلب الهدنة ، فأجابوه على أن يسلم لهم السلطان عز الدين ، وما أخذ له ومعه ، فسلمه إليهم وما أخذ معه ذلك في سنة ستين ، وساروا به إلى بركة فأكرمه ، وقدمه على عسكر ، وتقدم له بقصد صاحب فسطنطينية . فلما نزل على بلاده اتفق أن كان عنده رسول من جهة مولانا السلطان ، فارس الدين أقوش المسعودي ، فخرج إلي وأمره بالرحيل ، وقال له : " هذا قد صار من أصحاب السلطان ولا سبيل لك إلى محاربته" . فرحل ولم يزل عند بركة إلى أن مات ، وانتقل الملك إلى ابن أخيه م نكوتمر فأقام عنده إلى أن توفي . وخلف من الأولاد ثلاثة ذكورا وهم الملك المسعود م قيم الآن في سوداق في خدمة منكوتمر ، والآخرين عند بالقوس ، في اسطنبول الا مك الأشكري في كتاب الروم ما يعرفان الإسلام .
Bogga 77