268

Taariikhda Boqor Al-Zahir

تاريخ الملك الظاهر

Noocyada

وكانت الصبيبة قد أخربها التتر ، ولم يبقوا فيها إلا آثارا يسيرة ، فلما ملكها الأمير بدر الدين الخزندار جددها وبنى بها أربعة أبراج بطلاقات وبرجين كبيرين ودركاة و أنشأ بجامعها منارة ، وبنى بها دارا لنايب السلطنة ، وعمل جسرا يمشى عليه إلى القلعة.

ذكر ما جدده بدمشق وقلعتها :

كان التتر قد هدموا شراريف قلعة دمشق ورؤوس أبرجتها ، كان تقدير ما أنفق فيها ألف ألف درهم فجدد ذلك جميعه ، وبنى دارا للسلطان الملك السعيد ، فيما بين الجسر وباب الحديد ، تشتمل على مرافق كثيرة وبيوت وحمام ، وبنى فوق برجازاوية المطل على الميادين وسوق الخيل طارمة ، كبيرة يمد فيها الخوان ، وبنى إلى اجانبها مقعدا وسيعا ، وجدد منظرة على قايمة مستجدة على البرج المجاور لباب النصر ، وبيض البحرة ، وجدد دهان سقوفها ، وأحاط بها درابزين يكمنع من الوصول إليها ، وبنى ما يلي المدينة حماما على باب القلعة الشرقي ، وبنى حماما خارج باب النصر لوساق إليها الماء من بانياس برسم السلطان الملك السعيد ، وجدد ثلاث إصطبلات على الشرف الأعلى ، وبنى الجسر الخشب الآخذ من باب الميدان إلى سوق الخيل ، وعمر على بعضه حوانيت ، وبنى في جوار دار السعادة شرقيها دورا برسم البريدية ، وأجرى إليها الماء ليستغنوا بها عن النزول على الناس .

ذكر الجوسق :

وكان بغربي الميدان جوسق قديم يغلب على ظني آنه كان من إنشاء الملك الصالح اسماعيل ، فهدمه وعمره وزاد فيه زيادة كثيرة ، وجعل له ثلاثة أبواب : باب شرقي يفتح إلى جهة الميدان ، وباب الشمال يفتح إلى نهر بردى ، وصنع عليه جسرا ، أنشأعليه دوكاة بد كك شرقية وغربية ، وعليها رفرف خشب يمنع الشمس والمطر أن يصيب أحدا من الجلوس عليها ، وباب يفتح إلى الحمام المجاورة له من إنشائه أيضا ؛ فأما الباب الشرقي فبنى حائطه من حجر اسود جلبه من بلد حوران ، وحجر أصفر جلبه من حلب ، وسمي الأبلق لذلك ، ويشتمل سوره على عدة قاعات للسلطان وبيوتات لمماليك ، والجوسق في نفسه يشتمل على إيوانين وصفتين وفسقية ، وبنى فوقه طباقا مشرفة ، وبنى حوله بيوتات ومطابخ ، وبنى حيطان الميدان بكماله ، وبنى فيه حوضا على بابه الشرقي .

Bogga 354