224

Taariikhda Boqor Al-Zahir

تاريخ الملك الظاهر

Noocyada

- الباب السابع- في ذكر ما اعتمده من أفعال البر

لما علم - تغمده برحمته - أن أفعال البر مما تقربه إلى الله زلفى ، وتقيه مصارع شرر شرها لا يطفى ، ثابر عليها مثابرة يرجو بها مضاعفة الثواب ، ويتخذها ذخيرةجدها يوم الحساب ، لا جرم آنه لما أراد الفوز بتحقيق أمله ، لم يخل من البر والصلة وضظايف عمله .

ما زال معتمدا للبر يفعله

فعل امرىء يذخر الدنيا لأخراه

والله ما وقف الأملاك رزق فتى

إلا وضاعفه جودأ وأجراه

كان - رحمه الله - ملازما للصلوات الخمس في أوقاتها سفرا وحضرا ، ولتحققه انها الصلة بينه وبين ربه ، وأنها الماحية لما قدمه بين يده من ذنبه .

كمل الشجاعة والخضوع لربه

ما أحسن المحراب في المحراب

كلف ساير مماليكه وحاشيته القيام بها والمحافضة عليها ، ورتب لكل طايفة من مماليكه معلما يعلمهم القرآن ، وإماما يصلي بهم ، وجعل عليهم عيونا حتى لا يخوضوا في حديث غير ما ندبوا إليه ، وكلفوا من التبتل له والدوام عليه .

ومنها أنه لم يشرب خمرأ قط مدة حياته ، على ما حكى لي من أثق إليه من ثقاته ، ولما ملك - رحمه الله - منع من كل مسكر وحضر عليه ، وحذر منه ، وأخذ خطوط ولاة ممالكه بأن لا يمكنوا أحدا من تعاطيه البتة ، وساوى في المنع بين أمرائه ورعيته ، وكان معدل ما يجنى فيه من الحقوق السلطانية ألف دينار في كل يوم ، وذلك بأعمال مصر لا غير . وكذلك منع المومسات وساير ما يرتكب من الفجور في ساير مالكه ، وكانت تؤخذ منها جبايات كثيرة ، كل ذلك رغبة في صيانة أعراض الناس وأموالهم ، وإصلاح ما تعمده الملوك من فساد أحوالهم .

Bogga 299