221

Taariikhda Boqor Al-Zahir

تاريخ الملك الظاهر

Noocyada

- الباب السادس - ذكر مواهبه وعطاياه

ما زال تاجر مجد يشتري أبدأ

حر الثناء بما يرضي العلا ثمنا

يعطي الغنى في عطاياه وما أحد

ممن تقدم يعطي في العطاء غنى

لم يزل - تغمده الله برحمته - يدين بالسخاء ، ويديل على الشدة دولة الرخاء ، حتى لقد نشأته عن أبحر أنامله العشر أنواء السحايب ، وأغنت الرغبات بما أروت من عطاش الآمال عن أن تستمطرها بالرغايب ، فريضة أوجبها على نفسه ، وكانت في الكرماء سنة ، ووسيلة قدمها بين يديه ، لا جرم أنه لم يتبعها أذى ولا منة ..

ملك إذا ما الجود غب هموله

فلديه جود ما له إغباب

ولو لم يكن من جوده إلا أنه لما توجه إلى الشام في سنة تسع وخمسين ، قصد بابه الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر ناصر الدين محمود صاحب حماة ، فأعطاه ماية ألف درهمأ ، وخلع عليه دفعات عدة ، مدة مقامه عنده ، مع ما وهب له من الخيل المسومة والسروج والسيوف المحلاة والأمتعة الفاخرة ، من عمل دارالطراز بالإسكندرية والقاهرة ، وأقره على ما في يده من مملكة حماة ، وزاده عليها معرة النعمان ، وكذلك فعل بالملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك المنصور ناصر الدين إبراهيم بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه ، صاحب حمص ، ولما أقره على ما في يده من مملكة حمص ، زاده تل باشر ، واستمر إحسانه عليهما بأن قرر لهما في كل مرة يجتمع به أحد منهما يعطيه ثمانين ألف درهم سوى ما يرتب له من الإقامات والضيافات.

Bogga 295