وعليه من أثر الكآبة شاهد
بالحال وهو مصدق ومعدل
وقد افتقدتك والعساكر عندما
نزلوا على عاداتهم وترجلوا
فإذا المواكب ليس فيها ركنها ال
عالي البذرى أو بدرها المتهلل
فقطعت ثمت ما قطعت وقلت وا
اسفاه أين الغايب المترحل
اين الذي كانت لبود خيوله
ليسته تجف وليس عنها ينزل
اين الهمام الظاهر الملك الذي
كم أعمل الأفكار فيما يعمل
فأجاب صوت الموت : حي قد مضى
لسبيله وإلى القبور الموئل
هذا هو النبأ العظيم وإنه ال
أمر الجسم لكل من يتعقل
خبر تفوه به العيون بدمعها
اذ لا لسان يقله أو ينقل
ومصيبة عظمى وخطب فادح
وروزية كبرى وأمر معضل
قد هد ركن المسلمين وقد هوى
جبل لهم ما إن يرام ومعقل
لم أنسه في يوم عرض جيوشه
وأمامه الولد السعيد المقبل
طورأ يعلمه الطراد وتارة
نبيه كيف على الأعادي يحمل
وكأنه أسد يفرس شبله
أشد في الوثبات ليث شبل
والملك ممدود الرواق عليهما
وله جمال منهما وتجمل
ملك يورثه ولي العهد سل
طان البلاد المنعم المتطول
خلف السعيد به الشهيد فأدمع
نهلة في أوجه تتهلل
ملكان هذا راحل وثناو
باق وذا باق ثناه يوحل
ومحمد خلف يقوم بملك بي
برس ويصلح أن يكون ويكفل
فكان والده به متصور
وبذاته وصفاته متمثل
وكأنه ما غاب إلا شخصه
عن دسته لاما يقول ويفعلا
قد قام بالأمر الجسيم ودبر ال
ملك العقيم وهكذا المتكفل
وامتدت الأيدي لبيعة ملكه
متسارعات نحوها لا تمهل
والترك بعد أبيه قد حفظوا له
عهدأ وكانوا فوق ما هو يأمل
Bogga 250