77

Taariikhda Makka

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Baare

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Goobta Daabacaadda

بيروت / لبنان

معلقين فِي بَطنهَا بالجدر تِلْقَاء من دَخلهَا ويطيبان إِذا طيب الْبَيْت، وَكَانَ فِيهَا معاليق من حلية كَانَت تهدى للكعبة، وَسبب بِنَاء قُرَيْش الْكَعْبَة أَن امْرَأَة ذهبت تجمر الْكَعْبَة فطارت من مجمرتها شرارة فاحترقت كسوتها، وَكَانَت الْكسْوَة عَلَيْهَا ركامًا بَعْضهَا فَوق بعض فَلَمَّا احترقت الْكَعْبَة توهنت جدرانها من كل جَانب وتصدعت، وَكَانَت السُّيُول متواترة فجَاء سيل عَظِيم وَهِي على تِلْكَ الْحَال فَدخل الْكَعْبَة وصدع جدرانها وأحافها، فَفَزِعت من ذَلِك قُرَيْش فَزعًا شَدِيدا وهابوا هدمها وخشوا إِن ينسوها أَن ينزل عَلَيْهِم الْعَذَاب، فَبَيْنَمَا هم على ذَلِك ينتظرون ويتشاورون إِذْ أَقبلت سفينة للروم حَتَّى إِذا كَانَت بالشعيبة بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَهِي يَوْمئِذٍ سَاحل مَكَّة قبل جدة فَانْكَسَرت فَسمِعت بهَا قُرَيْش، فَرَكبُوا إِلَيْهَا فاشتروا خشبها، وأذنوا لأَهْلهَا أَن يدخلُوا مَكَّة فيبيعوا مَا مَعَهم من مَتَاعهمْ على أَن لَا يعشروهم، وَكَانُوا يعشرُونَ من دَخلهَا من تجار الرّوم، كَمَا كَانَت الرّوم تعشر من دخل مِنْهُم بلادها، وَكَانَ فِي السَّفِينَة رومي نجار بِنَاء يُسمى باقوم. قَالَ السُّهيْلي: وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: وَكَانَ بِمَكَّة نجار قبْطِي، وَذكر غَيره أَنه كَانَ علجًا فِي السَّفِينَة وَأَن اسْم ذَلِك النجار باقوم وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي اسْم النجار الَّذِي عمل مِنْبَر رَسُول الله ﷺ من طرفاء الغابة وَلَعَلَّه أَن يكون هَذَا. انْتهى كَلَامه. فَلَمَّا قدمُوا بالخشب مَكَّة قَالُوا: لَو بنينَا بَيت رَبنَا فَاجْتمعُوا لذَلِك وتعاونوا وترافدوا فِي النَّفَقَة، وربعوا قبائل قُرَيْش أَربَاعًا، ثمَّ اقترعوا عِنْد هُبل فِي جَوف الْكَعْبَة على جوانبها، فطار قدح بني عبد منَاف وَبني زهرَة على الْوَجْه الَّذِي فِيهِ الْبَاب وَهُوَ الشَّرْقِي، وطار قدح بني عبد الدَّار وَبني أَسد بن عبد الْعُزَّى وَبني عدي بن كَعْب على الشق الَّذِي يَلِي الْحجر وَهُوَ الشق الشَّامي، وطار قدح بني سهم وَبني جمح وَبني عَامر بن لؤَي على ظهر الْكَعْبَة وَهُوَ الشق الغربي، وطار قدح بني تَمِيم وَبني مَخْزُوم وقبائل من قُرَيْش ضمُّوا مَعَهم على الشق الْيَمَانِيّ الَّذِي يَلِي الصَّفَا فنقلوا الْحِجَارَة، وَرَسُول الله ﷺ يَوْمئِذٍ غُلَام لم ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي ينْقل مَعَهم الْحِجَارَة على رقبته، فَبَيْنَمَا هُوَ ينقلها إِذا انكشفت

1 / 96