202

Taariikhda Makka

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Tifaftire

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Daabacaad

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Goobta Daabacaadda

بيروت / لبنان

ذكر مَا جَاءَ فِي فتحهَا
قَالَت عَائِشَة ﵂: كل الْبِلَاد افتتحت بِالسَّيْفِ، وافتتحت الْمَدِينَة بِالْقُرْآنِ. قَالَ الْحَافِظ محب الدّين بن النجار فِي تَارِيخه: فالمدينة الشَّرِيفَة لم تفتح بِقِتَال إِنَّمَا كَانَ رَسُول الله ﷺ يعرض نَفسه فِي كل موسم على قبائل الْعَرَب وَيَقُول: " أَلا رجل يحملني إِلَى قومه فَإِن قُريْشًا قد مَنَعُونِي أَن أبلغ كَلَام رَبِّي ". فيأبونه وَيَقُولُونَ لَهُ: قوم الرجل أعلم بِهِ. حَتَّى لَقِي فِي بعض السنين عِنْد الْعقبَة نَفرا من الْأَوْس والخزرج قدمُوا فِي المنافرة الَّتِي كَانَت بَينهم فَقَالَ لَهُم: " من أَنْتُم؟ ". قَالُوا: نفر من الْخَزْرَج. قَالَ: " أَمن موَالِي يهود؟ ". قَالُوا: نعم. قَالَ: " أَفلا تجلسون كلكُمْ؟ " قَالُوا: بلَى. فجلسوا مَعَه فَدَعَاهُمْ إِلَى الله ﷿ وَعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام وتلا عَلَيْهِم الْقُرْآن وَكَانُوا أهل شرك أَصْحَاب أوثان، وَكَانُوا إِذا كَانَ بَينهم وَبَين الْيَهُود الَّذين مَعَهم بِالْمَدِينَةِ شَيْء قَالَت الْيَهُود لَهُم وَكَانُوا أَصْحَاب كتاب وَعلم: إِن النَّبِي مَبْعُوث الْآن وَقد أظل زَمَانه فنتبعه فنقتلكم مَعَه قتل عَاد وإرم. فَلَمَّا كلم رَسُول الله ﷺ أُولَئِكَ النَّفر ودعاهم إِلَى الله، قَالَ بَعضهم لبَعض: يَا قوم تعلمُونَ وَالله أَنه النَّبِي الَّذِي توعدكم بِهِ يهود فَلَا سبقتكم إِلَيْهِ فاغتنموه وآمنوا بِهِ، فَأَجَابُوهُ فِيمَا دعاهم إِلَيْهِ وَصَدقُوهُ وقبلوا مِنْهُ مَا عرض عَلَيْهِم من الْإِسْلَام، وَقَالُوا: لقد تركنَا قَومنَا وَبينهمْ من الْعَدَاوَة وَالشَّر مَا بَينهم، وَعَسَى أَن يجمعهُمْ الله بك، فسنقدم عَلَيْهِم وندعوهم إِلَى أَمرك ونعرض عَلَيْهِم الَّذِي أجبناك إِلَيْهِ من هَذَا الدّين، فَإِن يجمعهُمْ الله عَلَيْهِ فَلَا رجل أعز مِنْك. قُم انصرفوا عَن رَسُول الله ﷺ رَاجِعين إِلَى بِلَادهمْ قد آمنُوا وَصَدقُوا وَكَانُوا سِتَّة: سعد بن زُرَارَة وَهُوَ جد النُّقَبَاء فِي الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة، وعَوْف بن عفراء وَهِي أمه وَأَبوهُ الْحَارِث

1 / 221