199

Taariikhda Makka

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Tifaftire

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Daabacaad

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Goobta Daabacaadda

بيروت / لبنان

وهم خائفون أَن تجليهم يهود حَتَّى نجم مِنْهُم مَالك بن العجلان أَخُو بني سَالم بن عَوْف بن الْخَزْرَج.
ذكر من قتل الْيَهُود واستيلاء الْأَوْس والخزرج على الْمَدِينَة
لما نجم مَالك بن العجلان سَوْدَة الْجنان عَلَيْهِمَا فَبعث هُوَ وَجَمَاعَة قومه إِلَى من وَقع بِالشَّام من قَومهمْ يخبرونهم حَالهم، ويشكون إِلَيْهِم غَلَبَة الْيَهُود لَهُم، وَكَانَ رسولهم الرمق بن زيد بن امْرِئ الْقَيْس أحد بني سَالم بن عَوْف بن الْخَزْرَج، وَكَانَ قبيحًا ذَمِيمًا، شَاعِرًا بليغًا، فَمضى حَتَّى قدم الشَّام على ملك من مُلُوك غَسَّان الَّذين سَارُوا من يثرب إِلَى الشَّام يُقَال لَهُ أَبُو حبيلة من ولد حفْنَة بن عَمْرو بن عَامر. وَقيل: أحد بني جشم بن الْخَزْرَج، وَكَانَ قد اصاب ملكا بِالشَّام وشرفًا، فَشَكا إِلَيْهِم الرمق حَالهم وَغَلَبَة الْيَهُود لَهُم وَمَا يتخوفون مِنْهُم وَأَنَّهُمْ يَخْشونَ أَن يخرجوهم، فَأقبل أَبُو حبيلة فِي جمع كثير لنصرة الْأَوْس والخزرج، وَعَاهد الله أَن لَا يبرح حَتَّى يخرج من بهَا من الْيَهُود ويذلهم أَو يصيرهم تَحت أَيدي الْأَوْس والخزرج، فَسَار وَأظْهر أَنه يُرِيد الْيمن حَتَّى قدم الْمَدِينَة وَهِي يَوْمئِذٍ يثرب فَلَقِيَهُ الْأَوْس والخزرج وأعلمهم مَا جَاءَ بِهِ فَقَالُوا: إِن علم الْقَوْم مَا تُرِيدُ تحَصَّنُوا فِي آطامهم فَلم نقدر عَلَيْهِم، وَلَكِن ندعوهم للقائك وتلطفهم حَتَّى يأمنوك ويطمئنوا فنتمكن مِنْهُم، فَصنعَ لَهُم طَعَاما وَأرْسل إِلَى وُجُوههم وَرُؤَسَائِهِمْ فَلم يبْق من وُجُوههم أحد إِلَّا أَتَاهُ، وَجعل الرجل مِنْهُم يَأْتِي بحاشيته وحشمه رَجَاء أَن يحبوهم الْملك، وَكَانَ قد بنى لَهُم حيزًا وَجعل فِيهَا قوما وَأمرهمْ من دخل عَلَيْهِم مِنْهُم أَن يقتلوه حَتَّى أَتَى على وُجُوههم وَرُؤَسَائِهِمْ، فَلَمَّا فعل ذَلِك عزت الْأَوْس والخزرج بِالْمَدِينَةِ، وَاتَّخذُوا الديار وَالْأَمْوَال وَانْصَرف أَبُو حبيلة وَتَفَرَّقَتْ الْأَوْس والخزرج فِي عالية الْمَدِينَة وسافلها، وَكَانَ مِنْهُم من جَاءَ إِلَى عفاء من الأَرْض لَا سَاكن فِيهِ فنزله، وَمِنْهُم من لَجأ إِلَى قَرْيَة من قراها وَاتخذ الْأَمْوَال والآطام، وَكَانَ مَا ابْتَنَوْا من الْآطَام مائَة وَسَبْعَة وَعشْرين أطمًا، وَأَقَامُوا كلمتهم وَاحِدَة وَأمرهمْ مُجْتَمع، ثمَّ دخلت بَينهم حروب عِظَام وَكَانَت لَهُم أَيَّام ومواطن وأشعار، فَلم تزل تِلْكَ الحروب بَينهم حَتَّى بعث الله تَعَالَى رَسُوله ﷺ فأكرمهم الله باتباعه، والأوس والخزرج حَيَّان ينسبان إِلَى قحطان، لِأَن من قحطان افْتَرَقت سبع وَعِشْرُونَ قَبيلَة مِنْهُم الْأَوْس والخزرج، وهما الْأَنْصَار وَهُوَ جمع نصير، وَسموا أنصارًا حِين

1 / 218