173

Taariikhda Makka

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

Baare

علاء إبراهيم، أيمن نصر

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م

Goobta Daabacaadda

بيروت / لبنان

قَالَ عُلَمَاء التَّارِيخ: جَمِيع مَا عرف فِي الأَرْض من الْجبَال مائَة وَثَمَانِية وَتسْعُونَ جبلا، من أعجبها سرنديب، وَهُوَ أقرب ذرا الأَرْض إِلَى السَّمَاء. وَقيل: صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس أقرب ذرا الأَرْض من السَّمَاء بِثمَانِيَة عشر ميلًا حَكَاهُ الْقُرْطُبِيّ. وَطول جبل سرنديب مِائَتَان ونيف وَسِتُّونَ ميلًا، فِيهِ أثر قدم آدم وَعَلِيهِ شبه الْبَرْق، لَا يذهب شتاء وَلَا صيفًا، وَحَوله الْيَاقُوت وَفِي واديه الماس، وَفِيه الْعود والفلفل ودابة الْمسك وهر الزباد، ووادي سرنديب مُتَّصِل إِلَى قرب سيلان. وجبل الرَّدْم الَّذِي فِيهِ السد طوله سَبْعمِائة فَرسَخ، وَيَنْتَهِي إِلَى الْبَحْر المظلم. وجبل قَاف من زمردة خضراء مُحِيط بالسموات وَالْأَرْض، وَمِنْه اخضرت السَّمَاء، دائر بِالْأَرْضِ من وَرَاء الْبَحْر الْمُحِيط وَالسَّمَاء عَلَيْهِ مقببة، وَمَا أصَاب النَّاس من زمرد كَانَ مِمَّا تساقط من ذَلِك الْجَبَل. وَقَالَ وهب: أشرف ذُو القرنين على جبل فَرَأى تَحْتَهُ جبالًا صغَارًا فَقَالَ لَهُ: مَا أَنْت؟ قَالَ: أَنا قَاف. قَالَ: فَمَا هَذِه الْجبَال حولك؟ قَالَ: هِيَ عروقي وَمَا من مَدِينَة إِلَّا وفيهَا عرق من عروقي، فَإِذا أَرَادَ الله أَن يزلزل مَدِينَة أَمرنِي فحركت عرقي ذَلِك فتزلزل تِلْكَ الأَرْض. فَقَالَ: يَا قَاف أَخْبرنِي بِشَيْء من عَظمَة الله تَعَالَى. قَالَ: إِن شَأْن رَبنَا لعَظيم، وَإِن ورائي أَيْضا مسيرَة خَمْسمِائَة عَام فِي خَمْسمِائَة عَام من جبال ثلج، يحطم بَعْضهَا بَعْضًا لَوْلَا هِيَ لاحترقت من حر جَهَنَّم. قَالَ الْمرْجَانِي: وَاسم جبل قَاف عيلهون قَالَ: وَلأَجل هَذَا الِاسْم منع اسْتِعْمَال تِلْكَ الحفيظة حَكَاهُ الْمَازرِيّ، قَالَ: ووراء قَاف أَرض بَيْضَاء كافورية مثل الدُّنْيَا سبع مَرَّات، وَمن خلفهَا السَّبْعَة الأبحر: أَولهَا: يبطس، الثَّانِي: قيس، الثَّالِث: الْأَصَم، الرَّابِع: المظلم، الْخَامِس: مايس، السَّادِس: السَّاكِن، السَّابِع: الباكي وَهِي مُحِيطَة بَعْضهَا بِبَعْض حَكَاهُ الْكسَائي. قَالَ وهب: خلقهَا الله فِي الْيَوْم الثَّالِث. وَعَن أنس ﵁ أَن النَّبِي ﷺ قَالَ: " لما تجلى الله لجبل طور سيناء تشظى مِنْهُ شظايا، فَنزلت بِمَكَّة ثَلَاثَة؛ حراء وقديد وثور، وبالمدينة أحد وعير وورقان ". وَعنهُ أَيْضا قَالَ: " صَار لِعَظَمَة الله سِتَّة أجبل، فَوَقَعت ثَلَاثَة بِالْمَدِينَةِ: أحد وورقان ورضوى، وَوَقعت ثَلَاثَة بِمَكَّة ثَوْر وثبير وحراء ". وَقيل: نزلت بِمَكَّة أَرْبَعَة حراء وثبير وثور وقديد. انْتهى.

1 / 192