Taariikhda Makka
تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف
Baare
علاء إبراهيم، أيمن نصر
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م
Goobta Daabacaadda
بيروت / لبنان
يدب من الْهَوَام على وَجه الأَرْض إِلَّا قَتَلُوهُ، فأقاموا على ذَلِك ثَلَاثًا فَسَمِعُوا فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة على أبي قبيس هاتفًا يَهْتِف بِصَوْت جَهورِي يسمع بِهِ من بَين الجبلين: يَا معشر قُرَيْش الله الله فَإِن لكم أحلامًا وعقولًا، اعذرونا من بني سهم فقد قتلوا منا أَضْعَاف مَا قتلنَا مِنْهُم، ادخُلُوا بَيْننَا وَبينهمْ بِالصُّلْحِ، نعطهم ويعطونا الْعَهْد والميثاق أَن لَا يعود بَعْضنَا لبَعض بِسوء أبدا، فَفعلت قُرَيْش ذَلِك واستوثقوا للْبَعْض من الْبَعْض فسميت بَنو سهم " الغياطلة " قتلة الْجِنّ. وَعَن مُحَمَّد بن هِشَام السَّهْمِي قَالَ: كنت بِمَال لي أجد بِهِ نخلا وَبَين يَدي جَارِيَة لي فارهة، فصرعت قدامى فَقلت لبَعض خدمنا: هَل رَأَيْت هَذَا مِنْهَا قبل هَذَا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فوقفت عَلَيْهَا فَقلت: يَا معشر الْجِنّ أَنا رجل من بني سهم، وَقد علمْتُم مَا كَانَ بَيْننَا فِي الْجَاهِلِيَّة من الْحَرْب، وَمَا صرنا إِلَيْهِ من الصُّلْح والعهد والميثاق أَن لَا يغدر بَعْضنَا بِبَعْض، فَإِن وفيتم وَفينَا وَإِن غدرتم غدرنا إِلَى مَا تعرفُون. قَالَ: فأفاقت الْجَارِيَة وَرفعت رَأسهَا فَمَا عيد إِلَيْهَا بمكروه حَتَّى مَاتَت. وروى أَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ كَانَ فِي جمَاعَة جالسين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام بَعْدَمَا ارْتَفع النَّهَار وقلصت الأفياء، وَإِذا هم ببريق أيم دخل من بَاب بني شيبَة فاشرأبت أَعينهم إِلَيْهِ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سبعا وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَرَاء الْمقَام فقمنا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: أَلا أَيهَا الْمُعْتَمِر قد قضى الله نسكك وَإِن بأرضنا عبيدا وسفهاء وَإِنَّا نخشى عَلَيْك مِنْهُم، فكوم بِرَأْسِهِ كومة بطحاء فَوضع ذَنبه عَلَيْهَا فسما فِي السَّمَاء حَتَّى غَابَ فَمَا يرى. قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ: الأيم الْحَيَّة الذّكر. وَقَالَ الْأَزْرَقِيّ: جَاءَ طَائِر من نَاحيَة أجياد الصَّغِير لَونه لون الْحبرَة بريشة حَمْرَاء وريشة سَوْدَاء، دَقِيق السَّاقَيْن طويلهما لَهُ عنق طَوِيلَة رَقِيق المنقار طويله، كَأَنَّهُ من طير الْبَحْر يَوْم السبت يَوْم سبع وَعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ حِين طلعت الشَّمْس، وَالنَّاس إِذْ ذَاك فِي الطّواف كثير من الحاد وَغَيرهم، فَوَقع فِي الْمَسْجِد الْحَرَام قَرِيبا من مِصْبَاح زَمْزَم مُقَابل الرُّكْن الْأسود سَاعَة طَوِيلَة، ثمَّ طَار حَتَّى صدم الْكَعْبَة فِي نَحْو صدرها بَين الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَالْأسود وَهُوَ إِلَى الرُّكْن الْأسود أقرب، ثمَّ
1 / 175