294

الفاطميين في مصر فقد كان علي بن رسول جد أصحاب اليمن تابعا لأصحاب مصر من الفاطميين ثم ما لبث أن ثار عليهم وقطع علاقته بمصر فظل الجفاء مستحكما بينه وبين مصر حتى ورثه المماليك. فاذا استغل عجلان الفرصة وصور لهم أن صاحب اليمن يأوي اخوانه ليساعدهم غدا على احتلال مكة واقامة الدعاء له فيها فان ذلك بالاضافة الى العداء القديم كاف لاستثارتهم ضده واقناعهم بمهاجمته واصطحابه الى مصر مأسورا.

** ثقبة يعود الى المناوأة :

وأهل عام 752 فأهلت معه منازعات ثقبة فقد ترك اليمن فيما يبدو وعاد الى الحجاز يناجز اخاه عجلان ويناجزه لأننا نرى فيما ينقل الغازي عن ابن فهد في حوادث سنة 752 أن ثقبة اتخذ مقامه في وادي فاطمة وأنه أحاط بقوته بعض المراكب القادمة من اليمن واستحصل واخوانه من اصحابها ضرائب جمركية عنيفة وأمرهم أن يبيعوا بضائعهم في وادي فاطمة ثم قال : وجاء أمر سلطان المماليك بمصر الى الفريقين المتنازعين بالسفر الى مصر فامتنع ثقبة وأراد عجلان أن يسافر ثم عدل فاعتذر بعدم استطاعته ترك البلاد وفيها ثقبة واخوانه.

ثم لا نلبث ان نجد ثقبة في رمضان في مصر ليتسلم مرسوما جديدا بالامارة ويتلقى عروضا واعانات من رؤوساء المماليك ثم يفصل عائدا الى مكة فيناجز عجلان من جديد ثم يتريث حتى يقبل الركب المصري فيطلب منه العون عن فتح مكة فيمتنع ويغضب ثقبة لامتناعه ويهدده بمنع الركب من دخول مكة فتتفاقم المشاكل ويزداد الاضطراب ثم يعود الحال الى الصفاء. لأن امير الحج وفي صحبته قاضي مصر عز الدين بن جماعة يتوسطان في اصلاح الامر بين الاخوين وتوفيقهما على ان يحكما مكة بالاشتراك.

Bogga 316