261

** الناحية الاجتماعية والعمرانية :

يبدو أن مكة لم تتأثر بالأيوبيين كما تأثرت بالفاطميين من قبل لضيق المدى الذي تمتع فيه الأيوبيون بنفوذهم في مكة إلا أن صلاح الدين كان له بعض الأثر فيها ، فقد نجح في إلغاء الأذان بحي على خير العمل الذي كان مستعملا في العهد الفاطمي وبنى في مكة دارا لضرب النقود باسمه.

ولما تولى الامر قتادة مؤسس الطبقة الرابعة من الأشراف بدأ يعنى ببعض العمران فأنشأ سورا في أعلا مكة وسهل العقبة التي كانت تفصل الشبيكة من حارة الباب حيث بنى المظفر مكانها سورا (1) وأعتقد أن العقبة كان مكانها موقع الريع بين الشبيكة وحارة الباب وأن حارة الباب سميت كذلك لأن باب السور كان فيها.

** الناحية الاجتماعية في عهد الأيوبيين :

وأنشئت مكة في هذا العهد عدة برك كانوا يتخذونها لتخزين المياه ، منها بركة الصارم وكانت تتصل بسور المعلاة اتصالا مباشرا مما يلي محلة شعب عامر اليوم ، ووصف ابن جبير مكة في رحلته في هذا العهد عام 579 فقال أنه رأى فيها ثلاثة أبواب هي : باب المعلاة وباب المسفلة وباب الزاهر وقال أن سوقها الحافل هو بين الصفاء والمروة وسوق العطارين والبزازين على مقربة منها ، وقال أن بمكة حمامين احدهما للفقيه التعايشي أحد الأشياخ في الحرم ، والثاني لوزير صاحب الموصل الشيخ جمال الدين ، ولعل هذين الحمامين هما الذين أوردناهما في عهد الفاطميين نقلا عن الرحالة الفارسي ناصر خسرو ، ثم قال : وقد شاهد البلاط في «دار الندوة» كله مصاطب تحت قسى «حنايا» يجلس فيها الناسخون والمقرئون وبعض أهل صنعة الخياطة.

Bogga 283