عليها برآسة ابي الطيب داود بن عبد الرحمن فادرك ان الدسائس احاطته وان الفاطميين لم يكتفوا باستمالة مناصريه في الجيش حتى اثاروا عليه في مكة من تغلب عليه وانه سيبيت منذ الليلة طريدا لا الشام يبلغها ولا مكة يكتفي بها (1) فهرع من فوره الى مفرج والد حسان رأس المتخلفين عنه وأعلن التجاءه به فاكبر ذلك مفرج واخذ على عاتقه تسوية الامور وقد سواها فتوسط بينه وبين الفاطميين بالصلح على ان يتنازل عن دعوته بالخلافة لقاء اخلاء مكة من خصومه السليمانيين وان يعود الى قواعده سالما ليحكم مكة كما كان يحكمها من قبل.
وهكذا عاد الى مكة في عام 403 واستتب له الامر فيها وشرع يدعو للحاكم الفاطمي (2) كما نقش اسمه على النقد (3).
وفي عهد ابي الفتوح هجم رجل من مصر على الحجر الاسود وهو يصيح الى متى يعبد هذا الحجر ومحمد وعلي ، فليمنعني مانع من هذا ، فخاف الناس وتراجعوا عنه وكاد يفلت لولا ان غافله احدهم فضربه بخنجر وقطعه الناس واحرقوه وقتل ممن اتهم بمصاحبتهم جماعة واحرقوا فكانت الفتنة عظيمة وقد قتل فيها نحو عشرين رجلا غير ما خفي منهم وألح الناس من ذلك اليوم على المغاربة والمصريين بالسلب والنهب (3).
وكان ابو الفتوح الى جانب شجاعته شاعرا يجيد القريض ومن شعره :
Bogga 229