115

وقد لحق ابن العباس بهم في أوائل العهد الأموي فرارا من الاختلافات السياسية فاتخذ مقعده في دار زمزم على يسار الداخل اليها يذيع معارفه وينشر علومه ونحن في غنى عن أن نصف ابن العباس فليس من يجهل أنه من أجلاء الصحابة وأنه من أوسعهم علما وأكثرهم اطلاعا وأفضلهم عقلا وأنه حبر هذه الأمة ومفسر كتاب الله وترجمانه وأن عودته إلى مكة ليضطلع بالتدريس فيها كان كسبا ما ظفرت مكة بعده كسبا يضاهي ربحها العلمي منه (1).

اتسعت حلقة ابن العباس في المسجد الحرام وهرع الظامئون الى مناهل العلم يروون غلتهم منها فكانت حركة قوية تركت أثرها في جموع المتدارسين الموزعين في أفناء المسجد وأنتجت ضجة علمية اتصل صداها ببيوت مكة من أطرافها الى أطرافها وتوافد على صيتها من أقطار الأرض طلاب المعرفة وقصاد العلم (2).

وأنتجت هذه المدرسة فيما أنتجت مجاهدا بن جبر وعطاء بن أبي رباح وطاووسا بن كيسان وسعيدا بن جبير وسليمان بن يسار وأبا الزبير محمدا ابن مسلم بن تدرس وعمرو بن دينار الجمحي (3) وعكرمة مولى ابن عباس وكان أكثر الناس اتصالا بابن عباس مولاه عكرمة لهذا كان أكثرهم رواية وأغزرهم معرفة ، كما اشتهر مجاهد بن جبر بميزات خاصة وقضى وقتا طويلا يتولى قضاء مكة.

Bogga 135