هذا ولفظة (جارودي-رافضي- غالي- مقلد- متعصب) ونحوها يطلقها الأكوع على العلماء دونما تحديد لهذه المفاهيم، وعدم توافق إطلاقها مع الأشخاص المترجم لهم وغيرها، كما أوضحنا ذلك في التراجم.
ولا أريد مهاجمة القاضي الأكوع الذي أحب له السير على نهج آبائه الكرام من شيعة آل النبي المختار، بل أريد منه أن يتأمل لما ننبهه عليه وما ينبهه غيري من المؤلفين والمحققين، وهذه نصيحة أهديها إلى القاضي من ولد مشفق عليه من الوبال غدا يوم المحشر:
إلى الديان يوم الحشر نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
أسأل الله العلي القدير لنا ولكم حسن الخاتمة والإنابة، بالتوبة قبل انتهاء العمر، وإظهار الندم والحسرة، يوم لا ينفع امرؤ إلا ما قدم من عمله الخير أو الشر، ويقول المرء: {ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين} وسترى أيها القاضي أنني قد تأدبت معك قدر الإمكان، ولا أبرئ نفسي عن الخطأ، إذ العيب محل كل إنسان لا التعمد وإظهار الرغبات، ولله القائل:
وإن تجد عيبا فسد الخللا
فجل من لا عيب فيه وعلا
هذا ولم يكن الهدف هو الرد عليه، إذ كنت أعد هذا المؤلف قبل ظهور كتاب القاضي الأكوع، إنما عند علمي بهذا الكتاب وغيره ممن ترجم لعلماء مدينة حوث، كنت أشد الناس فرحا وشوقا إلى ذلك، ولكن رأيت ما لم أكن أتوقع، فلزمني الرد، إذ صاحب البيت أدرى بالذي فيه.
Bogga 25