166

184...الزائرين يخصون بشفاعة لا تحصل لغيرهم عموما ولا خصوصا. واما أن يكون المراد أنهم يفردون بشفاعة بما يحصل لغيرهم، ويكون أفرادهم بذلك بشريفا وتنويها بهم بسبب الزيارة. واما أن يكون المراد أنه ببركة الزيارة يجب دخوله في عموم من تناله الشفاعة وفائدة ذلك البشرى بأنه يموت مسلما، وعلى هذا التقرير الثالث يجب اجراء اللفظ على عمومه لأنا لو (ق 231) أضمرنا فيه شرط الوفاة على الاسلام لم يكن لذكر الزيارة معنى لأن الاسلام وحده كان يقبل هذه الشفاعة وعلى التقديرين الأولين يصح هذا الاضمار، فالحاصل أن أثر الزيارة اما للوفاة على الاسلام مطلقا لكل زائر وكفى بها نعمة واما شفاعة خاصة بالزائر أخص من الشفاعة العامة للمسلمين. وقوله ((شفاعتى)) في الاضافة اليه تشريف لها فان الملائكة والأنبياء والمؤمنين يشفعون والزائر لقبره صلى الله عليه وسلم له نسبة خاصة منه يشفع فيه هو بنفسه، والشفاعة تعظم بعظم الشافع فكما أن النبى صلى الله عليه وسلم أفضل من غيره كذلك شفاعته أفضل من شفاعة غيره. انتهى كلام السبكى.

ومنها أن نبينا صلى الله عليه وسلم أحياه الله تعالى موته حياة تامة واستمرت تلك الحياة الى الآن وهى مستمرة الى يوم القيامة ان شاء الله تعالى ويشاركه في ذلك الأنبياء عليهم السلام والدليل على ذلك (ق 232) أمور:

أحدها: قوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) (1).

والشهادة حاصلة له صلى الله عليه وسلم على أتم الوجوه لأنه شهيد الشهداء، قال الله تعالى (ويكون الرسول عليكم شهيدا) (2) وان من توهم أن ذلك من خصائص القتل فقد حصل له ذلك أيضا من أكلة خيبر صرح ابن عباس وابن مسعود وغيرهما بأنه صلى الله عليه وسلم مات شهيدا.

...

Bogga 184