142

160...قال: فهلا ارسلت الى قبل ذلك لاستعد للموت.

فقال: كم ارسلت اليك فلم تنتبه.

قال ومن كانت رسلك؟ قال يا داود اين ابوك؟ اين امك؟ اين اخوك؟ قال ماتوا.

قال: اما علمت انهم رسلي وان التوبة تبلغك.

قال العلماء: وابتدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس في ليالي بقين من صفر وقيل في اول ربيع الاول في السنة الحادية عشرة من الهجرة ومدة مرضه اثنا عشر يوما وقيل اربعة عشر وكان مرضه بالصداع واشتد وجعه في بيت ميمونة فدعى نساءه واستاذنهن في ان يمرض في بيت عائشة ري الله تعالى عنها فاذن له فخرج يمشي بين رجلين من اهل بيته: الفضل بن العباس وعلى رضي الله تعالى عنهما وخرج نهار الخميس فصلى على اصحاب احد واستغر لهم (ق194) ثم امر بسد الابواب في المسجد الا باب ابي بكر رضي الله تعالى عنه.

قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: اضطجع في حجرتي فدخل عبد الرحمن بن ابي بكر وفي يده سواك اخضر، قالت فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده نظرا عرفت انه يريده. قالت: فقلت يا رسول الله اتحب ان اعطيك هذا السواك. قالت فاخذته فمضغته له حتى لينته ثم اعطيته اياه قالت: فاستن به كاشد ما رايته استن سواكا قط ثم وضعه ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل في حجري فذهبت انظر في وجهه فاذا بصره قد شخص وهو يقول بل الرفيق الاعلى في الجنة. فقلت خيرك فاخترت والذي بعثك بالحق.

وروى ابن ابي ملكية قال: لما كان يوم الاثنين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصبا راسه الى صلاة الصبح وابو بكر يصلى بالناس. فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرج الناس فعرف أبو بكر رضي الله تعالى عنه ان الناس لم يصنعوا ذلك (ق195) الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنكص عن مصلاه فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظهره وقال صل بالناس وجلس رسول الله الى جنبه فصلى قاعدا عن يمين ابي بكر رضي الله تعالى عنه، فلما فرغ من الصلاة اقبل على الناس رافعا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول: "يأيها الناس سعرت النار...

Bogga 160